https://ashraf-attar.ahlamontada.net
غزوة الحديبية 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا غزوة الحديبية 829894
ادارة المنتدي غزوة الحديبية 103798
https://ashraf-attar.ahlamontada.net
غزوة الحديبية 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا غزوة الحديبية 829894
ادارة المنتدي غزوة الحديبية 103798
https://ashraf-attar.ahlamontada.net
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

https://ashraf-attar.ahlamontada.net

منتدي ديني يشمل كل ما يهم الشباب في امور حياتهم اليومية لكي ينالواالجنة ان شاء الله
 
الرئيسيةالمواضيع الجديدأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 غزوة الحديبية

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
chemist2007

chemist2007


الدوله : غزوة الحديبية 192011_md_13005477301
عدد المساهمات : 5
تاريخ التسجيل : 09/01/2010

غزوة الحديبية Empty
مُساهمةموضوع: غزوة الحديبية   غزوة الحديبية Emptyالسبت 09 يناير 2010, 3:09 pm

بتخفيف الياء وتشديدها، وهي بئر يسمى المكان بها. قال نافع: كانت سنة ست في ذي
القعدة. قال صاحب الهدى: وهو الصحيح، وهو قول الزهري وقتادة وموسى بن عقبة ومحمد بن
إسحاق وغيرهم.
قالوا وسبب هذه الغزوة أنه صلى الله عليه وسلم أري في المنام وهو
بالمدينة قبل أن يخرج إلى الحديبية أنه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام، وأخذ مفتح
الكعبة، وطافوا واعتمروا، وحلق بعضهم وقصر بعضهم، فأخبر أصحابه ففرحوا، وحسبوا أنهم
داخلوا مكة عامهم ذلك، فأخبر أصحابه أنه معتمر، فتجهزوا للسفر، واستنفر العرب و من
حوله من البوادي ليخرجوا معه، وهو لا يريد الحرب، ولكنه يخشى من قريش أن يعرضوا له
بحرب أو صدود عن البيت، فأبطأ كثير من الأعراب، فغسل النبي صلى الله عليه وسلم
ثيابه وركب ناقته القصواء واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم، وخرج منها يوم الإثنين
غرة ذي القعدة من السنة السادسة ومعه زوجته أم سلمة في ألف وأربعمائة، ويقال ألف
وخمسمائة، ولم يخرج معه بسلاح إلا بسلاح المسافر، السيوف في القرب.
وفي البخاري
عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا: "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام
الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه، فلما كان بذي الحليفة قلد الهدي، وأشعر وأحرم
منها بعمرة. وبعث عينا له من خزاعة، وسار النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كانوا
بغدير الأشطاط أتاه عينه فقال: إن قريشا جمعوا لك جموعا، وقد جمعوا لك الأحابيش،
وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت ومانعوك. فقال: "أشيروا علي أيها الناس، أترون أن أميل
عيالهم وذراري هؤلاء الذين يريدون أن يصدونا عن البيت، فإن يأتونا كان الله قد قطع
عينا من المشركين وإلا تركناهم محزونين". قال أبو بكر: يا رسول الله، خرجت عامدا
لهذا البيت لا تريد قتل أحد ولا حرب أحد، فتوجه له فمن صدنا عنه قاتلناه. قال:
"امضوا على






اسم الله. حتى
إذا كانوا ببعض الطريق قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن خالد بن الوليد بالغميم
في خيل لقريش طليعة، فخذوا ذات اليمين" ، فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة
الجيش فانطلق يركض نذيرا لقريش. وسار النبي صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كان
بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت راحلته، فقال الناس: حل حل. فألحت فقالوا: خلأت
القصواء خلأت القصواء. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما خلأت القصواء وما هو لها
بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل". ثم قال: "والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون
فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها". ثم زجرها فوثبت به، قال فعدل عنهم حتى نزل
بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء يتبرضه الناس تبرضا، فلم يلبث الناس حتى نزحوه،
وشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العطش، فانتزع سهما من كنانته ثم أمرهم أن
يجعلوه فيه، فوالله ما زال يجيش بالري حتى صدروا عنه، فبينما هم كذلك إذ جاء بديل
بن ورقاء الخزاعي في نفر من خزاعة، وكانوا عيبة نصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم
من أهل تهامة فقال: إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية
معهم العوذ المطافيل، وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت. فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "إنا لم نجئ لقتال أحد، ولكنا جئنا معتمرين، وإن قريشا قد نهكتهم الحرب وأضرت
بهم، فإن شاؤوا ماددتهم مدة ويخلوا بيني وبين الناس، وإن شاؤوا أن يدخلوا فيما دخل
فيه الناس فعلوا، وإلا فقد جموا، وإن هم أبوا فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري
حتى تنفرد سالفتي أو لينفذن الله أمره". فقال بديل: سأبلغهم ما تقول. فانطلق حتى
أتى قريشا فقال: إنا جئناكم من عند هذا الرجل، وسمعناه يقول قولا، فإن شئتم أن
نعرضه عليكم فعلنا. فقال سفهاؤهم: لا حاجة لنا أن تخبرنا عنه بشيء، وقال ذوو الرأي:
هات ما سمعته يقول. قال: سمعته يقول كذا وكذا، فحدثهم بما قال النبي صلى الله عليه
وسلم. فقام عروة بن مسعود فقال: أي قوم، ألستم بالوالد؟ قالوا: بلى. قال: ألست
بالولد؟ قالوا: بلى1. قال: فهل تتهموني؟ قالوا: لا. قال: ألستم تعلمون أني استنفرت
أهل عكاظ، فلما بلحوا علي جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني؟ قالوا: بلى.
قال:
ـــــــ
1 كان عروة بن مسعود لسبيعة بنت عبد شمس.






فإن هذا قد عرض
عليكم خطة رشد فاقبلوها، ودعوني آته. فأتاه فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم،
ويقول له النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من قوله لبديل. فقال عروة عند ذلك: أي محمد
أرأيت إن استأصلت أمر قومك هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك؟ وإن تكن الأخرى
فوالله إني لأرى وجوها، وإني لأرى أشوابا من الناس خليقا أن يفروا ويدعوك1 فقال له
أبو بكر الصديق: امصص بظر اللات، أنحن نفر عنه وندعه؟ فقال عروة: من هذا؟ فقالوا:
أبو بكر، قال: أما والذي نفسي بيده لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك. قال:
وجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم، فكلما تكلم أخذ بلحيته والمغيرة بن شعبة قائم
على رأس النبي صلى الله عليه وسلم ومعه السيف ومعه المغفر، فكلما أهوى عروة بيده
إلى لحية النبي صلى الله عليه وسلم ضرب يده بنعل السيف وقال: أخرك يدك عن لحية
النبي صلى الله عليه وسلم. قال فرفع عروة رأسه فقال: من هذا؟ قالوا: المغيرة بن
شعبة. فقال: أي غدر، ألست أسعى في غدرتك؟ وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم
وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أما الإسلام فأقبل
وأما المال فلست منه في شيء". ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
بعينه، قال والله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل
منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على
وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيما له.
قال فرجع
عروة إلى أصحابه فقال: أي قوم، والله لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر وكسرى
والنجاشي، والله ما رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا، والله إن
تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره،
وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون النظر
إليه تعظيما له. وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها. فقال رجل من
ـــــــ
1
يعني أنه يرى في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أخلاط من الناس، ويرى في المعسكر
الآخر وجوه قريش وأهل المكانة فيها.






بني كنانة:
دعوني آته. فقالوا: ائته. فلما أشرف على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قال
النبي صلى الله عليه وسلم: هذا فلان، وهو من قوم يعظمون البدن، فابعثوها. فبعثت له،
واستقبله الناس يلبون. فلما رأى ذلك قال: سبحان الله، ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن
البيت. فلما رجع إلى أصحابه قال: رأيت البدن قد قلدت وأشعرت، فما أرى أن يصدوا عن
البيت. فقام رجل منهم يقال له مكرز بن حفص فقال: دعوني آته. فلما أشرف على النبي
صلى الله عليه وسلم وأصحابه قال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا مكرز وهو رجل فاجر،
فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم. فبينما هو يكلمه إذ جاء سهيل بن عمرو. قال
معمر: فأخبرني أيوب عن عكرمة أنه لما جاء سهيل قال النبي صلى الله عليه وسلم: قد
سهل الله لكم من أمركم.
وفي رواية ابن إسحاق: فدعت قريش سهيل بن عمرو فقالوا:
اذهب إلى هذا الرجل فصالحه. فقال صلى الله عليه وسلم: "قد أرادت قريش الصلح حين
بعثت هذا". فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم جرى بينهما الصلح.
وذكر ابن
إسحاق أيضا في روايته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عمر بن الخطاب ليبعثه
إلى أهل مكة فيبلغ عنه أشراف قريش ما جاء له، فقال: يا رسول الله إني أخاف قريشا
على نفسي، وليس بمكة أحد من بني عدي بن كعب يمنعني، وقد عرفت قريش عداوتي إياها
وغلظتي عليها. ولكني أدلك على رجل أعز بها مني، عثمان بن عفان. فدعا رسول الله
عثمان بن عفان فبعثه إلى أبي سفيان وأشراف قريش يخبرهم أنه لم يأت لقتال ولا لحرب،
وأنه إنما جاء زائرا لهذا البيت معظما لحرمته، فخرج عثمان إلى مكة فلقيه أبان بن
سعيد بن العاص حين دخل مكة أو أقبل أن يدخلها فحمله بين يديه ثم أجاره حتى بلغ
رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت أشراف قريش لعثمان حين فرغ من رسالة
رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم: إن شئت أن تطوف بالبيت فطف. فقال: ما كنت
لأفعل حتى يطوف رسول الله صلى الله عليه وسلم. واحتبسته قريش عندها حتى ظن رسول
الله والمسلمون عثمان قد قتل.
قال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال حين بلغه أن عثمان قد قتل: لا نبرح حتى نناجز القوم.
ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيعة






الرضوان تحت
الشجرة، وكان الناس يقولون: بايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت. وكان
جابر بن عبد الله يقول: لم نبايع رسول الله على الموت، ولكن بايعناه على أن لا نفر.
انتهى. قلت: قال بعضهم: معنى القولين واحد. فبايعه جماعة على الموت، أي لا نزال
نقاتل بين يديك حتى نموت. وبايعه آخرون وقالوا: لا نفر.
وذكر وكيع بن الجراح عن
إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي أن أول من بايعه أبو سنان الأسدي، ولم يتخلف عنه أحد
من المسلمين ممن حضرها إلا جد ابن قيس أحد بني سلمة، قال جابر بن عبد الله: وكأني
أنظر إليه لاصقا بإبط ناقته مستترا بها عن الناس. انتهى.
وضرب رسول الله صلى
الله عليه وسلم بيده اليمنى على اليسرى فقال: هذه لعثمان، وكانت يد رسول الله
لعثمان خيرا من أيديهم لأنفسهم. وعن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: "لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة" انتهى.
ولما أبطأ عثمان قال
المسلمون: طوبى لعثمان، دخل مكة وسيطوف بالبيت وحده. فقال النبي صلى الله عليه
وسلم: "ما كان ليطوف وحده". ولما تمت البيعة رجع عثمان، فقال له المسلمون: اشتفيت
يا أبا عبد الله من الطواف بالبيت. فقال: بئس ما ظننتم بي، والذي نفسي بيده لو مكثت
بها سنة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية ما طفت بها حتى يطوف رسول الله،
ولقد دعتني قريش إلى الطواف بالبيت فأبيت. فقال المسلمون: رسول الله كان أعلمنا
بالله، وأحسننا ظنا. وكان عمر بن الخطاب آخذا بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم
للبيعة، وكان تحت الشجرة، وكان معقل بن يسار آخذا بعضها يرفعه عن رسول الله، وبايعه
سلمة بن الأكوع ثلاث مرات: في أول الناس ووسطهم وآخرهم.
قال ابن إسحاق في حديثه
عن الزهري: فلما جاء سهيل بن عمرو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمه وطال
بينهما الكلام، فلما التأم الأمر ولم يبق إلا الكتاب دعا رسول الله صلى الله عليه
وسلم علي بن أبي طالب فقال: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم. فقال سهيل: لا أعرف هذا،
ولكن اكتب باسمك اللهم، فكتبها. ثم قال اكتب: هذا ما صالح محمد رسول الله سهيل بن
عمرو. قال فقال سهيل: لو






شهدت أنك رسول
الله لم أقاتلك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك وفي رواية البخاري فقال سهيل: لو نعلم
أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"والله إني رسول الله وإن كذبتموني، اكتب محمد بن عبد الله" . وفي رواية له ولمسلم
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: "امحه". فقال: ما أنا بالذي أمحوه. فقال عليه
السلام لعلي: أرني مكانها. فأراه مكانها فمحاه، وكتب محمد بن عبد الله. وفي البخاري
قال الزهري: وذلك لقوله "لا يسألوني خطة بعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها"
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "علي أن تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به". فقال
سهيل: والله لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة، ولكن ذلك من العام المقبل.
فكتب.
وعند ابن إسحاق في روايته: واصطلحا على وضع الحرب عن الناس عشر سنين يأمن
فيهن الناس ويكف بعضهم عن بعض. وعلى أنه من أتى محمدا من قريش بغير إذن وليه رده
عليهم، ومن أتى قريشا ممن مع محمد لم يردوه عليهم. وأن بيننا عيبة مكفوفة، وأنه لا
إسلال ولا إغلال. وأنه من أحب أن يدخل في عقد محمد من العرب وفي عهده دخل فيه، ومن
أحب أن يدخل في عقد قريش من العرب وعهدهم دخل فيه، "فتواثبت خزاعة فقالوا: نحن في
عقد محمد وعهده، وثواتب بنو بكر وقالوا: نحن في عقد قريش وعهدهم". وأنك ترجع عنا
عامك هذا فلا تدخل علينا مكة، وأنه إذا كان عام قابل خرجنا عنك فدخلتها بأصحابك
فأقروا بها ثلاثا، معك سلاح الراكب، السيوف في القرب، لا تدخلها بغيرها، وفي رواية
البخاري قال المسلمون: سبحان الله، كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما؟ فبينما هم
كذلك إذ دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى
بنفسه بين أظهر المسلمين، فقال سهيل: يا محمد هذا أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنا لم نقض الكتاب بعد. فقال: إذا والله لا أصالحك
على شيء أبدا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فأجره لي. قال: ما أنا بمجيره لك.
قال: بلى فافعل. قال: ما أنا بفاعل. قال مكرز: بلى قد أجرناه لك. قال أبو جندل: يا
معشر المسلمين أرد إلى






المشركين وقد
جئت مسلما ألا ترون ما قد لقيت؟ وكان قد عذب عذابا شديدا في الله.
وفي رواية
البخاري: فقام سهيل إلى سمرة فأخذ منها غصنا وضرب به وجه أبي جندل ضربا رق عليه
المسلمون وبكوا.
وفي رواية ابن إسحاق: فجعل يصرخ بأعلى صوته: أرد إلى المشركين
يفتنوني عن ديني؟ فزاد ذلك الناس على ما بهم. فقال رسول الله: "يا أبا جندل، اصبر
واحتسب فإن الله جاعل لك ولمن معك من المسلمين فرجا ومخرجا. إنا قد عقدنا بيننا
وبين القوم صلحا وأعطيناهم على ذلك عهدا وأعطونا عهد الله، وإنا لا نغدر بهم". فوثب
عمر بن الخطاب مع أبي جندل يمشي إلى جنبه ويقول: اصبر أبا جندل، فإنما هم المشركون،
وإنما دم أحدهم دم كلب، ويدني قائم السيف منه، قال يقول عمر: رجوت أن يأخذ السيف
فيضرب به أباه. قال فضن الرجل بأبيه. وفي رواية أنه لما قال سهيل: على من أتاك منا
وإن كان على دينك رددته إلينا، قال عمر: يا رسول الله أترضى بهذا؟ فتبسم رسول الله
وقال: "من جاءنا منهم فرددناه إليهم سيجعل الله له فرجا ومخرجا، ومن أعرض عنا وذهب
إليهم فلسنا منه وليس منا بل هو أولى به".
وفي رواية ابن إسحاق: وأشهد على الصلح
رجالا من المسلمين ورجالا من المشركين أبا بكر وعمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف
وعبد الله ابن سهيل بن عمرو وسعد بن أبي وقاص ومحمود بن مسلمة ومكرز بن حفص وهو
يومئذ مشرك وعلي بن أبي طالب وكان هو كاتب الصحيفة، وكان رسول الله صلى الله عليه
وسلم مضطربا في الحل وكان يصلي في الحرم.
وعند البخاري فقال عمر بن الخطاب:
فأتيت نبي الله فقلت: ألست نبي الله حقا؟ قال: "بلى"، قلت: ألسنا على الحق وعدونا
على الباطل؟ قال: "بلى" قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟ قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: "إني رسول الله ولست أعصيه، وهو ناصري". قلت: أوليس كنت تحدثنا أنا
سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: "بلى فأخبرتك أنك تأتيه العام؟" قلت: لا. قال: "فإنك
آتيه ومطوف به". قال: فأتيت أبا بكر فقلت: يا أبا بكر، أليس هذا نبي الله حقا؟ قال:
بلى. قلت:






ألسنا على الحق
وعدونا على الباطل؟ قال: بلى. قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟ قال: أيها الرجل
إنه رسول الله وليس يعصي ربه وهو ناصره، فاستمسك بغرزه، فوالله إنه على الحق. قلت:
أوليس كان يحدثنا أن سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: بلى. فأخبرك أنك تأتيه وتطوف به
العام؟ قال الزهري قال عمر: فعملت لذلك أعمالا.
فلما فرغ رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال لأصحابه: "قوموا فانحروا ثم احلقوا". قال: فوالله ما قام منهم رجل،
حتى قال ذلك ثلاث مرات. قال: فلما لم يقم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من
الناس، فقالت له أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك؟ اخرج ثم لا تكلم أحدا كلمة حتى
تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك. فخرج فلم يكلم أحدا حتى فعل ذلك، نحر بدنه ودعا
حالقه فحلقه. فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل
بعضا غما. ثم جاء نسوة مؤمنات فأنزل الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ
بِإِيمَانِهِنَّ} حتى بلغ {بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ}. وطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا
له في الشرك فتزوج إحداهما معاوية والأخرى صفوان بن أمية. ثم رجع رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى المدينة وأنزل الله عليه سورة الفتح في مرجعه إلى المدينة كما
ثبت في مسلم عن قتادة أن أنسا حدثهم قال: لما نزلت {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً
مُبِيناً} إلى قوله {فَوْزاً عَظِيماً} مرجعه من الحديبية وهم يخالطهم الحزن
والكآبة وقد نحر الهدي بالحديبية قال لقد أنزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا
جميعا. وعند البخاري عن قتادة عن أنس {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً}
قال: الحديبية. قال أصحابه: هنيئا مريئا ما لنا؟ فأنزل الله {لِيُدْخِلَ
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ} الآية. وفيه عن زيد بن أسلم عن أبيه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسير في بعض أسفاره وعمر يسير معه ليلا، فسأله
عمر عن شيء فلم يجبه، ثم سأله فلم يجبه، فقال عمر: ثكلتك أمك يا عمر نزرت رسول الله
ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك. قال عمر: فحركت بعيري، ثم تقدمت أمام المسلمين وخشيت أن
ينزل في قرآن، فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ، قال: فقلت لقد خشيت أن ينزل في قرآن.
فجئت






رسول الله صلى
الله عليه وسلم فسلمت عليه فقال: "لقد أنزل علي الليلة سورة لهي أحب إلي مما طلعت
عليه الشمس". ثم قرأ {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً}. وعن مجمع بن حارثة
قال: شهدنا الحديبية فلما انصرفنا وجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا عند
كراع الغميم وقد جمع الناس يقرأ عليهم {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً}
الآية، فقال رجل: يا رسول الله أوفتح هو؟ قال: "إي والذي نفسي بيده إنه لفتح".
أخرجه أحمد وأبو داود.
وفي هذه الغزوة أصابهم مطر، فلما صلى النبي صلى الله عليه
وسلم قال: "أتدرون ماذا قال ربكم الليلة؟" قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "أصبح من
عبادي مؤمن وكافر، فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذاك مؤمن بي كافر بالكوكب،
وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذاك كافر بي مؤمن بالكوكب" أخرجه
البخاري.
وفي غزوة الحديبية أيضا أنزل الله فدية الأذى لمن حلق رأسه بالصيام أو
الصدقة أو النسك في شأن كعب بن عجرة. وفيها دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالمغفرة للمحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة. وفيها نحروا البدنة عن سبعة. وفيها أيضا
عطش الناس يوم الحديبية ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة يتوضأ منها،
إذ جهش الناس نحوه فقال: "ما لكم؟" فقالوا: يا رسول الله ما عندنا ما نشرب ولا ما
نتوضأ به إلا ما بين يديك. فوضع يده في الركوة، فجعل الماء يفور من بين أصابعه
أمثال العيون. أخرجه البخاري عن جابر قال: فشربوا وتوضؤوا وكانوا خمس عشرة مائة،
وهذه غير قصة البئر التي تقدمت.
وفي حديث معمر عن الزهري عن عروة عن المسور
ومروان بعد قوله فتزوج إحداهما معاوية والأخرى صفوان بن أمية: ثم رجع رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى المدينة فجاء أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم فأرسلوا في طلبه
رجلين فقالوا: العهد الذي جعلته لنا، فدفعه إلى الرجلين، فخرجا حتى بلغا ذا
الحليفة، فنزلوا يأكلون من تمر لهم، فقال أبو بصير لأحد الرجلين: أرى سيفك يا فلان
جيدا، فاستله الآخر فقال: أجل والله إنه لجيد، لقد جربت به ثم جربت. قال أبو بصير:
أرني أنظر إليه، فأمكنه منه، فضربه حتى برد وفر الآخر حتى أتى المدينة فدخل المسجد
يعدو، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه: "لقد رأى هذا ذعرا". فلما
انتهى






إلى النبي صلى
الله عليه وسلم قال: قتل والله صاحبي، وإني لمقتول. فجاء أبو بصير فقال: يا نبي
الله، قد والله أوفى الله ذمتك، قد رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم. فقال صلى
الله عليه وسلم: "ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد". فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده
إليهم، فخرج حتى أتى سيف البحر.
قال وتفلت منهم أبو جندل بن سهيل فلحق بأبي
بصير، فجعل لا يخرج من قريش أحد مسلم إلا لحق بأبي بصير، حتى اجتمع منهم عصابة،
فوالله لا يسمعون بعير لقريش خرجت إلى الشام إلا اعترضوا لها، فقتلوهم وأخذوا
أموالهم. فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم تناشده الله والرحم لما أرسل
إليهم من أتاه منهم فهو آمن، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، فأنزل الله
تعالى {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ }
الآية حتى بلغ {حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي
الله، ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم، وحالوا بينه وبين البيت. انتهى.
قال
ابن إسحاق في روايته: قال {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى
الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا
وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} أي التوحيد شهادة أن لا إله
إلا الله وأن محمدا رسول الله: ثم قال {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا
بِالْحَقِّ} إلى قوله {فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً} يعني صلح
الحديبية، يقول الزهري: فما فتح في الإسلام قبله فتح أعظم منه، إنما كان القتال حيث
التقى الناس. فلما كانت الهدنة ووضعت الحرب وأمن الناس والتقوا فتفاوضوا في الحديث
فلم يكلم أحد بالإسلام يعقل شيئا إلا دخل فيه، فلقد دخل في تينك السنتين مثل من كان
دخل في الإسلام قبل ذلك أو أكثر. انتهى.
قالوا: وفي هذه السنة كسفت الشمس، وفيها
ظاهر أوس بن الصامت من امرأته خولة. وفيها استسقى رسول الله في رمضان ومطر الناس.
وفيها أيضا حرمت الخمر كما جزم به غير واحد، وذكر ابن إسحاق أنه كان في وقعة بني
النضير وهي بعد أحد وذلك سنة أربع على الراجح.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اشرف العطار
سبحان الله
سبحان الله
اشرف العطار


العنوان العنوان : الجيزة - جمهورية مصر العربيه
الدوله : مصر
عدد المساهمات : 3926
تاريخ التسجيل : 05/01/2010
المزاج المزاج : الحمــــ لله ـــــد

غزوة الحديبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزوة الحديبية   غزوة الحديبية Emptyالجمعة 04 يونيو 2010, 8:32 am

بارك الله فيك
وحزيت الفردوس الاعلي
منتظرين مساهماتك القيمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
غزوة الحديبية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» غزوة خيبر
» بعض ما حدث في غزوة خيبر
» غزوة سيف البحر
» فيديو قنبلة أقوى رد على موضوع غزوة الصناديق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
https://ashraf-attar.ahlamontada.net :: السنة النبوية الشريفة :: السنة النبوية الشريفة-
انتقل الى: