أول خطوة في الطريق إلى الله

الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين
سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجميعن

أما بعد ،،،

أشهد الله أنى أحبكم فى الله

أول خطوة في الطريق إلى الله

ما هي أول خطوة في أي طريق ؟؟؟
الجواب : أول خطوة هي أن نعرف ما هو الطريق أصلا
ثم نعرف كيف نسير فيه وبأي وسيلة
ثم نتعلم كيف سنتجاوز العقبات التي ستواجهنا فيه
ثم بعد ذلك نشرع في السير فيه

إذاً فما هي أول خطوة في طريق إلى الله ؟؟؟
الجواب : إن أول خطوة يجب أن نشرع فيها بذاك الطريق هي أن نتعلم أولا كيف سنسير فيه
وكيف سنتجاوز العقبات التي تواجهنا فيه

باختصار ؛ إن أول خطوة في هذا الطريق هي طلب العلم الشرعي الذي هو فرض عين

لكن ما هو المقصود من ذلك ؟؟؟
الجواب : إن المقصود بكلمة العلم الشرعي الذي هو فرض عين
أنه هو العلم الأساسي الذي يجب على كل مسلم أن يتعلمه كي يستطيع أن يعبد الله كما أمر
وهذا النوع من العلم لا يسع المسلم جهله
و ذلك لأن تعلمه فرض عين على كل مسلم ومسلمة
وهذا العلم يسميه العلماء بـ ( علم فروض الأعيان ) ـ

وهذا النوع من العلم يختلف تماما عن علم فروض الكفاية والذي لا يجب على كل مسلم أن يتعلمه
بل يكفى أن يتعلمه طائفة من المسلمين فقط لتنوب بذلك عن باقي الأمة
وهذه الطائفة من العلماء هي التي تعلم المسلمين أمور دينهم و تصدر الفتاوى و تبين الأحكام للمسلمين

ـ ( عشان مش لازم إن كل شاب أو كل فتاة يحاولوا إنهم يكونوا علماء متخصصين
في الفقه أو الأصول أو التفسير و خلافه لأن العلم ده علم فرض كفاية وده معناه
إن مجموعة فقط من الأمة لازم تتعلمه بالنيابة عن الآخرين
يعنى مش كل الأمة لازم تتعلمه ) ـ

إذا فما هي أهمية العلم الشرعي ( علم فروض الأعيان ) بالنسبة لنا :-
===================================

أولا : معرفة المعنى الحقيقي للتوحيد وكيفية تحقيق العبودية الكاملة لله
من غير الوقوع في الشرك الأكبر أو الشرك الأصغر

و أن نعرف توحيد الربوبية وأن الله منفرد بالخلق والتدبير والإحياء والإماتة

وأن نوحد الله بأسمائه وصفاته دون تمثيل أو تشبيه أوتكييف أو تأويل أو تعطيل

وتزداد أهمية تعلم التوحيد كلما زاد انتشار الفرق الضالة في مجتمعنا مثل الصوفية و المعتزلة والأشاعرة
فبالتالي لابد أن نحصن نفسنا من خطرهم عن طريق تعلم التوحيد الصافي
قال تعالى {‏فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ } ـ
[ سورة محمد:19]

ثانيا : أن نتعلم كيف نعبد الله كما أمر
وبالتالي فيجب علينا تعلم فقه الصلاة والزكاة والحج والصيام وغير ذلك من العبادات

وبالطبع فإن هذا العلم سوف يحمينا من الوقوع في البدع والمخالفات الشرعية
التي قد تبطل عباداتنا دون أن ندرى

ثالثا : أن نتعلم كيف نحقق الإخلاص الكامل لله تعالى
وكيفية التخلص من الرياء والسمعة والعجب إذ أن هذه الآفات إذا دخلت على العمل أفسدته
فأول من تسعر بهم النار ثلاثة : عالم ومجاهد ومتصدق
لأنهم ما عملوا هذه الأعمال العظيمة إلا رياء وسمعة

رابعا : أن نتعلم من الأحكام الشرعية ما نحتاج إلى معرفته للتعامل مع
أمور حياتنا المختلفة بمقتضى الشريعة الإسلامية
وبالتالي نجعل من الإسلام منهجا للحياة قولا وعملا
لا كلاما نظريا فقط
فالتاجر مثلا يجب عليه أن يتعلم فقه البيوع
والمسافر يجب عليه أن يتعلم أحكام السفر
والفلاح يجب عليه أن يتعلم كيف يخرج زكاة أرضه
و موظفي الشركات يجب عليه أن يتعلموا الاقتصاد الإسلامي
وهكذا

خامسا : أن نعرف كيف نحمى نفسنا من الغزو الفكري والإعلامي
الذي نتعرض له من قبل أعداء الإسلام شرقا وغربا

وبالتالي كي نحمى أنفسنا من هذا الغزو والذي يتمثل في الآتي ؛

1 ــ الأفكار الهدامة مثل العلمانية والليبرالية والديموقراطية والشيوعية
2 ــ العقائد الفاسدة مثل الصوفية والشيعة الروافض والمعتزلة والخوارج
3 ــ الدعوات الجاهلية مثل الوطنية و القومية

وقد يظن البعض أنه لا يوجد خطر كبير من هذه الأفكار والدعوات
لكن الحقيقة هي أن خطر هؤلاء كبير جدا

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم :
( دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها )
ووصفهم أيضا بأنهم من أبناء جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا
و خطر هؤلاء يكمن في أنهم يقولون كلاما معسولا ينخدع به أغلب المسلمين إلا ما رحم ربى و قليل ما هم

فعلى سبيل المثال : ـ

ــ الشيعة يخدعون المسلمين بأنهم (يحبون آل البيت) ثم بعد ذلك يدسون سمومهم بحجة حب آل البيت

ــ العلمانيون يخدعون المسلمين بقولهم أن الدين علاقة بين العبد و ربه
ثم بعد ذلك يفصلون الإسلام عن باقي شئون الحياة

ــ القوميون العرب يستغلون حب العروبة في التفريق بين العرب وبين غيرهم من المسلمين

سادسا : أن يعلم كل مسلم واجباته العامة والخاصة تجاه أمته بل وتجاه العالم أجمع
و أن تكون لديه الرؤية الشرعية الصحيحة لكل ما يحدث حوله من أحداث عامة أو خاصة

والله أعلى وأعلم

د / أبو سلمان