https://ashraf-attar.ahlamontada.net
تدبر في فواتيح سورة البقرة 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا تدبر في فواتيح سورة البقرة 829894
ادارة المنتدي تدبر في فواتيح سورة البقرة 103798
https://ashraf-attar.ahlamontada.net
تدبر في فواتيح سورة البقرة 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا تدبر في فواتيح سورة البقرة 829894
ادارة المنتدي تدبر في فواتيح سورة البقرة 103798
https://ashraf-attar.ahlamontada.net
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

https://ashraf-attar.ahlamontada.net

منتدي ديني يشمل كل ما يهم الشباب في امور حياتهم اليومية لكي ينالواالجنة ان شاء الله
 
الرئيسيةالمواضيع الجديدأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تدبر في فواتيح سورة البقرة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عمرو حارون

عمرو حارون


العنوان العنوان : 12 شارع النصر المريوطية فيصل
تاريخ الميلاد : 03/08/1973
الدوله : تدبر في فواتيح سورة البقرة 192011_md_13005477301
عدد المساهمات : 6
تاريخ التسجيل : 11/05/2010
العمر : 51

تدبر في فواتيح سورة البقرة Empty
مُساهمةموضوع: تدبر في فواتيح سورة البقرة   تدبر في فواتيح سورة البقرة Emptyالخميس 16 سبتمبر 2010, 12:26 am

بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين ، صلاة و سلاماً دااااائمين متلااااازمين إلى يوم الدين ،
أعوذ بالله أن أكون مِن مَن يدعون العلم أو من يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا أو من أئمة الضلال و التأويل لكتاب الله بغير علم ،
إنما هي محاوله لفهم معاني و أحكام كلام الله و تدبر في آياته ،
و اختصارا و إجمالا لأقوال و تفسيرات بعض أئمة و علماء التفسير حسب فهمي و حسب ما يقع في قلبي و نفسي من حب و ميل لها،
فإن وافق هذا قبول عند من يقرأه فالحمد لله " وما رميت إذ رميت و لكن الله رمى " ،
و إن لم يوافق قبول عنده فأساله المعونة بما يعلم وان لم يعلم فأسأله محاوله التعلم و التدبر لكلام الله فهو واجب ،
سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم
الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ (7)

يبدأ المولى عز و جل أولى آيات اكبر و أول سورة من سور القرآن الكريم بعد فاتحة الكتاب ، بتحدي واضح للكافرين و المشككين في نبوة رسول الله و في صدق رسالته و الكتاب الذي انزل عليه و إليه منه سبحانه ،
حروف مقطعه من اللغة التي يتكلم بها من انزل إليهم هذا الكتاب ،
اختلف العلماء قيل المكذبين في تسفيرها،
بعض من سرها في أنها تميز المؤمن من المكذب ( المنافق أو الكافر أو المشرك )،
" الذين امنوا فيعلمون انه الحق من ربهم و أما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا " ( 26 من البقرة )
فهو بها سبحانه و بالامثله في كتابه العزيز :
" يضل به كثيرا و يهدي به كثيرا * و ما يضل به إلا الفاسقين " ( 26 من البقرة )
وقد اتفق اغلب العلماء على إن معناها أو تفسيرها لا يعلمه إلا الله سبحانه و تعالى ،
و منهم الإمام الحافظ بن كثير ، و الإمام بن القيم الجو زيه ، و الإمام محمد عبده ، و الإمام محمد الشعراوي و غيرهم من كبار الأئمة و علماء التفسير ،
ثم تبدأ السورة بنفي الشك أو الريبة عن كون القرآن الكريم هو كتاب الله الخاتم المتمم و الشامل لكل كتبه و رسالاته السابقة إلى عباده ،
ثم يقسم عز و جل سبحانه بعد ذلك الناس إلى ثلاثة أقسام أو فرق و ذلك حسب نوع قلوبهم ، كما قال الإمام بن القيم الحوزيه في كتابه " إغاثة اللهفان من مكائد الشيطان " ،
فالقلوب إما صحيحة ( سليمة ) أو سقيمة ( مريضه ) أو ميتة،
و يذكر لنا سبحانه صفات كل قسم أو نوع من أنواع أصحاب القلوب ،
فأما أصحاب القلوب الصحيحة فهم المتقون ،
و قد قال الإمام محمد متولي الشعراوي في خواطره حول كلمة " المتقين " و ما معناه :
" الصفة مشتقه من فعل اتقى و معناه اخذ وقاية من ، أي أن المتقين هم الذين يأخذون وقاية من عذاب الله و غضبه بأتباع أوامره و البعد عن ما نهى "
و هذا - و الله اعلم - ما قصده سبحانه بـ " فيه هدىً للمتقين "
فهذه أول صفه :
1- اتخاذ كتاب الله لهم هادي و مرشد و دليل لأوامر الله و نواهيه ، فيكون ذلك لهم وقاية من عذابه و غضبه ، و رجاءاَ لرحمته و رضاه ،
أما الثانية فهي الإيمان ( التصديق ) بالغيب،
و معنى الغيب هو كما قال الإمام محمد متولي الشعراوي و ما معناه :
" كل ما أو من غاب عن الإدراك بالحواس الخمس المادية ( السمع و البصر و اللمس و الشم و التذوق )"
و ينقسم كما قال الإمام الحافظ بن كثيرا في تفسيره و معناه:
" كيانات غيبيه مثل الجن و الشياطين و الملائكة و الجنة و النار و ذات المولى عز و جل عما يصفون ، وأمور غيبيه مثل أوامر الله ونواهيه في كتبه السابقة و في كتابه الخاتم و الحساب و العقاب "
و تلك الأخيرة ذكرها سبحانه و تعالى في الصفة الخامسة للمتقين إذن فالمقصود هنا و الله أعلم هو الأولى ،
أي أن الصفة الثانية هي :
2- " الإيمان و التصديق بوجود الله سبحانه و تعالى و انه لا إله إلا هو و ملائكته و الجن و الشياطين "
و الثاثه هي إقامة الصلاة ،
يقول الإمام محمد متولي الشعراوي و كذلك أغلب الأئمة أن الصلاة مشتقه من فعل " وصل " و معناها جعل هناك صله و اتصال ،
و إقامة الصلاة هي القيام بحدودها و أركانها على وقتها،
يقول الإمام محمد متولي الشعراوي :
" لو أن جهازا كهربائياً عرضته على صانعه لصيانته خمس مرات يومياً، ماذا تكون حالته ؟ ، هل يصيبه عطب أو خلل ؟ ، فأنت تعرض نفسك على بائك و خالقك و صانعك خمس مرات يومياً ، فأي عطب أو خلل قد يصيبك ؟ "
و إنني لأقول و الله أعلم إن صلة العبد بربه و الاتصال به لا يتم فقط في أوقات الصلوات الخمس فهذا شأن المسلم العادي، الذي في مرتبة الإسلام و ليس في مرتبة الاتقاء و المتقين،
إنما الذين في مرتبة المتقين تكون إقامة الصلة و الاتصال بينهم و بين ربهم طوال الوقت،
أي أن الصفة الثالثة هي:
3- " المحافظة على الصلة بين العبد و بارئه طوال الوقت، فالعبد في الأوقات التي لا يقوم فيها بالصلاة يذكر الله و يتدبر في آياته، حتى في حياته و عمله و صلته بأهله و الناس أجمعين يضع رضا الله و غضبه نصب عينيه و مقياس و ميزان لأفعاله،
و في وقت الصلاة يعرض ما فعل على مولاه فيستغفر من أخطائه و ذنوبه و يسأله أن يتقبل الصالح من أعماله و يبارك له فيها و يثيبه عليها خيراً برحمته في الدنيا و الآخرة، "
و الرابعة هي :
الإنفاق من ما رزقهم الله عز وجل،
الإنفاق و الله اعلم مشتق من فعل نفق و نفق البعير أي هلك،
و إنفاق الشيء يكون عن طريق إهلاكه، ليس بمعني قتله أو إماتته،
و لكن بمعنى إفنائه أو بذله أو إعطائه،
أما رزق الله لعباده فهو لا يقتصر على المال،
ففي الرزق قال الإمام محمد متولي الشعراوي و في ما معناه :
" إن كل البشر متساويين في الرزق، فالرزق لا يقتصر كما يظن اغلب الناس على المال أو المادة، بل إن المال أو المادة هي جزء صغير من الرزق، فالخلف الصالح رزق، الصحة رزق، العلم رزق، الزوجة الصالحة رزق، رضا الوالدين رزق....الخ ، و لنفرض أن نصيب كل فرد هو عبارة عن فدان مكون من اثنا عشر قيراط ، فتجد منهم من له ست قراريط مال و اثنان صحة و اثنان ولد صالح و اثنان علم و الزوجة الصالحة صفر ، و منهم من له أربعه علم و اثنان مال و اثنان ولد صالح و اثنان زوجة صالحه ، و على هذا المنوال يكون التبديل و التوفيق لكل البشر و لكنهم أجمعين لهم فدان ( اثنا عشر قيراط ) كامل"
و معنى إنفاق الرزق هنا في رأيي و الله أعلم ينقسم لشقين ،
أولاً : نفي الفعل المنافي للبذل ( الإنفاق ) و هو الإمساك ( الشح أو البخل أو التوفير ) عن كونه صفه للمتقين ، فهم لا يبخلون بأي رزق مما رزقهم الله و لا يوفرونه لدنياهم بل يبذلونه فيها طلباً لأخرتهم فهم يعلمون أن الدنيا و ما بها من نعم الله و رزقه لهم الذين يتمتعون به فيها إنما هو زائل غير باقي و إنما ابتلوا بهذه النعم و هذا الرزق ليمتحنهم الله و لينفقونها ( يبذلونها ) لا ليدخروها ،
ثانياً : بذل الرزق عندما يكون شرطاً أو صفة للذين يريدون وقاية أنفسهم من عذاب الله و طلباً لرضاه يكون بالتأكيد في سبيله ، لا في سبيل الشيطان و ما يعدهم من متعة الدنيا الزائلة الغرورة ، و لا يشترط أن يكون الإنفاق أو البذل في سبيل الله بالمال و لكن مما رزق الله به عبده ، فمن كان له فضل ( تميز أو زيادة أو سعة ) من مال فلينفقه ( يبذله ) بمساعدة الفقراء و المحتاجين ، و من كان عنده فضل ( تميز أو زيادة أو سعة ) في العلم فليبذله بتعليم غيره من المسلمين و محاولة مساعدتهم على استيعاب ما لا يستطيعون استيعابه ، و من عنده فضل ( تميز أو زيادة أو سعة ) في الصحة فليبذلها في قضاء حوائج المسلمين و خدمة بيوت الله و نصرة دينه و الدفاع عن الضعفاء .... الخ،
و بشرط سبق و قلناه أن يكون الإنفاق و البذل في سبيل رضا الله و اتقاء لعذابه و غضبه لا في سبيل شهرة أو صيت أو أي فائدة دنيويه أخرى ،
أي أن الصفة الرابعة هي:
4- " بذل ما رزقهم الله ( و كان لهم فيه فضل أو زيادة أو ميزة اختصها بهم ) في سبيل رضاه و اتقاء لغضبه و عذابه لا في سبيل أي غرض دنيوي زائل كالشهرة أو الصيت أو مخلوق أو شخص فاني و عدم توفير هذا الرزق لإهلاكه على الملذات و الشهوات الزائلة أو قصره على فئة معينه دون سائر المسلمين ( أبنائهم أو أزواجهم أو أي مخلوق أخر ) "
و أما الخامسة فهي الإيمان بما نزل على رسول الله ( عليه الصلاة و السلام ) و ما نزل على الرسل و الأنبياء من قبله و يوقنون بما بعد الموت ( الحياة الآخرة )،
إن الذين يجعلون بينهم و بين عذاب الله و غضبه وقاية قلوبهم طاهرة نقيه حيه، لا تعصب فيها و لا عصبيه، الحب فيها و الخوف مقتصرين على المولى عز وجل حتى طغى على حبهم لعرق معين أو شخص معين أو دين أو شريعة معينه،
يصدقون بالقرآن الذي انزل على رسول الله محمد ( عليه الصلاة و السلام ) و انه من الله و بالإنجيل الذي أنزل على رسول الله عيسى ( عليه السلام ) وانه من الله، و بالتوراة التي أنزلت على رسول الله موسى ( عليه السلام ) و أنها من الله و بكل أنبيائه ، لا تعصب عندهم و لا عصبيه ،
" أمن الرسول بما أنزل إليه من ربه و المؤمنون كل أمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله لا نفرق بين أحد من رسله " الآية 285 سورة البقرة،
" قولوا أمنا بالله و ما أنزل إلينا و ما أنزل إلى إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و الأسباط و ما أوتي موسى و عيسى و ما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحدٍِ منهم و نحن له مسلمون " الآية 36 سورة البقرة ،
و يقول بن كثير في تفسيره انه ورد في الصحيحين عن رسول الله ( عليه الصلاة و السلام ) انه قال:
" إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تكذبوهم و لا تصدقوهم و لكن وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا و أنزل إليكم "
أي أن الصفة الخامسة هي:
5- " الإيمان برسل الله و كتبه جميعاً ، لا يتعصبون لدين و لا يسبون نبي أو رسول أو من هم على غير دينهم و لا يتهمونهم بالكفر و لكن يقولون كما أمرهم رسول الله آمنا بما أنزل إلينا و ما أنزل إليكم ، و يفعلون مثله عندما أمرهم الله بالجدال بالحسنى إن جادل "
أما السادسة و الأخيرة فهي أنهم يوقنون بالحياة الآخرة،
ليس مجرد تصديق أو اعتقاد أو ظن، بل يقين لا يرقى إليه الشك،
و عن اليقين يقول الإمام محمد متولي الشعراوي في ما معناه :
" ينقسم اليقين إلى ثلاث مراحل ، علم يقين ثم عين يقين ثم حق يقين ، فمثلاً نحن نوقن بوجود الجنة و النار لأن الله سبحانه اخبرنا بهذا على لسان رسله و في كتبه كلها ، هذا علم اليقين ، و يوم القيامة عندما تنصب الموازين و الصراط و نرى النار و عليها الصراط ( أو عندما نموت و نرى مقعدنا في الجنة إن شاء الله أو النار و العياذ بالله ) فهذا عين اليقين ، و عندما ينقضي حسابنا و نلقى الجزاء الحق ( سواء نعيم إن شاء الله أو عذاب نعوذ بالله منه ) و نتمتع به فهذا حق اليقين "
و هذا اليقين بالآخرة هو نتيجة اليقين ( أي ثقة لا ترقى أو يخالطها شك أو ريبه ) بكتاب الله و رسله،
فهو سبحانه يخبرنا بكتبه و على لسان رسله أن هذه الحياة ليست إلا مرحله من حياتنا نُختبر فيها ليميز سبحانه الخبيث من الطيب و هذا التمييز لا يعني انه سبحانه لا يعلم الخبيث من الطيب ، فهو سبحانه و تعالى يعلم و لا يعلم غيره سرائر النفوس و جوهرها ، و لكن معناه انه سبحانه يميزهم بإقامة الحجة عليهم من أعمالهم التي يعملونها في مرحلة الاختبار( الحياة الدنيا ) و تتجسد لهم يوم الحساب ، فيجازون بها الخبيث بالخبيث و الطيب بالطيب في أخر مرحله مرحلة الجزاء ( الحياة الآخرة الحقيقية )،
أي أن الصفة السادسة هي:
" أنهم يوقنون علم يقين من الله سبحانه ، يقين لا يرقى إليه شك أو ريبه ، بأن هذه الحياة الدنيا فانية، حياة اختبار و ابتلاء ثم يلقون جزائهم و نتيجة أعمالهم في الحياة الآخرة، دار الجزاء و البقاء "
فهذه ست صفات في أربع آيات للمتقين أصحاب القلوب الطاهرة النقية الحية الخالية من المرض التي ليس بها أي شك و ريبه،
صفاتٍ و سمات تجعلهم على هدى من ربهم،
أي - و الله أعلم - على الطريق الصحيح لعبادة ربهم الحق،
غيرَ ضالين السبيل إليه، لا يشركون به و لا يستبدلون عبادته بعبادة سواه من البشر أو المخلوقات،
و بالتالي يكونون هم المفلحين،
و صفة المفلحون مشتقة من فعل فلح ، و منه الفلاحة ( المهنة ) و الفلاح ( صفة ) ، و الفلاح ( بتشديد اللام) و هو الشخص الذي يهيئ الأرض و يمهدها و يزرع بها الحبوب لتنبت و تصبح نباتاً نافعاً للأكل و غيره من منافع الحياة ،
و من هنا يتضح لنا – و الله أعلم – لما وصفهم سبحانه بالمفلحين ؟ !! و ليس بالناجحين أو الناجين أو المنتصرين أو غيره من المترادفات الدارجة لهذه الصفة،
لأنهم يعملون مثل الفلاح يمهدون الطريق إلى أخرتهم و يبذرون به أعمالهم الصالحة و يروونها بدموع الخوف و الرهبة من عذاب الله و غضبه ، فتنمو و تنبت و تصبح جنات و قصورا و قرب من الله تعالى ،
ثم يذكر سبحانه و تعالى لنا أصحاب القلوب الميتة القاسية الخالية من المشاعر و الأحاسيس ،
و يصفهم سبحانه و تعالى بالكفر و الكفر في اللغة - و الله أعلم – مرادف للجحود أي عدم إعطاء صاحب الحق حقه أو إنكار الحق على المستحق له ،
و بهذا تشمل صفة الكافرين كل من يجحد حق الله سبحانه و تعالى و أحقيته و وحدانيته و تفرده بالعبادة ، سواء أنكره عليه سبحانه و تعالى و لم يعطه لسواه ( الملحد ) أو أشرك معه سبحانه في هذا الحق دونه من المخلوقات ( المشرك ) أو أعطاه لمخلوق من مخلوقاته متفردا به ( الكافر) ،
هؤلاء بجحودهم هذا و إصرارهم عليه بالرغم من إعلامهم و إخبارهم بما في الأرض و السماء آيات الله و بما أرسل به سبحانه من آيات و شرائع مع رسله ،
و بالرغم من إنذارهم بسوء عاقبة جحودهم في الحياة الآخرة و في الدنيا ،
يضع الله على قلوبهم التي خلت من المشاعر و الأحاسيس فماتت ، ختم رباني من لدنه سبحانه،
مثل الذي يختم به أي محتوى مثل الزجاجة ليمنع دخول الهواء إلى ما به حتى لا يفسد، و يمنع خروج ما به للخارج حتى لا يضيع أو يفنى،
و لكنه هنا ليفعل العكس فلا يخرج المحتوى الفاسد من القلب و لا يدخل إليه الهواء الصالح،
يقول الإمام محمد متولي الشعراوي في ما معناه :
" كأن المولى يقول للكافر ألهذه الدرجة أحببت الكفر حتى ملأ قلبك و كرهت الإيمان حتى لم يعد له مكان بقلبك ؟!!! ، سأفعل لك ما تريد و سوف اختم على قلبك فلا يدخل الإيمان له مهما رأيت من آيات و نذر و لن يخرج الكفر منه "
ليس هذا فقط بل سيشمل الختم الرباني كل أدوات الاستقبال التي أنعم الله بها عليه،
فحتى لو استقبلت أذنه أو عيناه النذر و الآيات البينات فلن يصل منها إلى عقله و قلبه ما قد يجعله يخشع أو يؤمن فيخرج المحتوى الفاسد من الكره و الجحود من قلبه،
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (تدبر في فواتيح سورة البقرة Icon_cool يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)
إن هذه الآيات و ما يعقبها من وصف للنوع الثالث من القلوب و أصحابها في رأيي لهي من أهم و أخطر ما قد يقرأ أي شخص في حياته ، و التدبر فيها و في المثلين الرائعين الذين يضربهم الله لعباده ليوضح لهم هذا النوع من البشر لهو من أكثر الأمور إفادة للمؤمنين في حياتهم الدنيا و دينهم ( شامل الشعائر و الشرائع ) ،
لذلك أسألكم العذر أن أطلت قليلاً،
فإن تمييز و التعرف على اللون الأبيض أو اللون الأسود لا يحتاج للمجهود أو الفراسة التي يحتاجها تمييز اللون الرمادي بدرجاته العديدة،
و قد انتشر هذا اللون في القلوب و السلوك و الأقوال لدرجة كبيره في زماننا هذا،
و أصبح وجوده في حياتنا و في من حولنا شيء أساسي فرض وجوده علينا ووجب علينا مواجهته و التعامل معه، و أول خطوة في طريق و طريقة التعامل معه هي التعرف عليه،
و هذا ما يوضحه لنا سبحانه في هذه الآيات البينات من الذكر الحكيم،
إن سيجمانت فرويد أبو علم النفس الحديث يرجع السلوك الإنساني و الأفعال البشرية إلى صراع و تكامل بين جزئيين من النفس أو العقل حسبما قسمها ،
عقل واعي و عقل باطن ،
و لكنني أقول و أميل إلى أن السلوك الإنساني و الأفعال البشرية تمر و تتكون من ثلاث جزئيات أو مراحل ( و الله أعلم ) ألا و هي :
1- النية أو الدافع:
و محلها يكون في القلب لا يعلمه إلا بارئها و خالقها و المطلع عليها،
و لكنه سبحانه أحياناً يعطي بعض من عباده الصالحين و رسله هذا العلم بإذنه،
2- القول:
سواء كان جهراً أم سراً، فهو يعبر عن الانتقال من مجرد الرغبة أو النية لتنفيذ فكرة أو منهج معين إلى عقيدة أو رأي أو فكر معين يقتنع به العقل و يستقر في القلب فيعبر عنها الإنسان بلسانه و أفكاره،
و محله غالباً ما يكون بالعقل أولا ثم يستقر بالقلب،
3- الفعل:
و هنا تنتقل الفكرة من حيز الاستقرار في القلب و التعبير باللسان أو الفكر إلى نطاق التنفيذ في صورة سلوك أو منهج معين يقوم به الإنسان،
فمثلا إذا استفزك شخص ما و أغضبك فيستقر في نيتك و تراودك رغبه في ضربه و تنتقل هذه الرغبة إلى العقل فيدرسها و يتخذ بها قرار ( حسب شخصية الشخص المستفز ) فيستقر القرار في القلب و تنعقد هنا النية ( فلا مجال للتراجع إلا في حالة وجود عامل أو طرف أو ظرف أخر لم يكن موجود عند انعقاد النية ) و غالبا ما يتم التعبير عنها سواء باللسان أو بحركة أو نظرة معينه ، ثم أخيراً يقوم الجسد أو الشخص بتنفيذ النية المنعقدة بسلوك أو طريقة ما ،
نحن كبشر عاديين نحكم على من حولنا طبقاً لأخر جزئيين أو مرحلتين و هم الظاهرين أمامنا ،
القول و الفعل ، و لا نحكم بالنية أو الرغبة فنحن غير مطلعين عليها ،
و المطلع عليها هو المولى سبحانه أولاً ثم صاحب النية أو الرغبة إن أراد ذلك !!!
لذلك كان محور الفقه و الدين و الشريعة الإسلامية هي حديث رسول الله ( عليه الصلاة و السلام ):
((إنما الأعمال بالنيات. ولكل أمريء ما نوى. فمن كانت هجرته إلى الله وإلى رسوله فهجرته إلى الله وإلى رسوله. ومن كانت هجرته لدينا يصيبها، أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه))
يقول لنا سبحانه و تعالى أن هناك نوع من الناس يقولون أنهم مؤمنون ( مصدقون و مقتنعون و نيتهم منعقدة على التصديق ) به سبحانه و بالحساب و العقاب بعد الحياة الدنيا يوم القيامة و هم ليسوا كذلك !!
لماذا ؟!!
لأن في قلوبهم مرض ، أي مرض ؟
أخطر مرض قد يصيب القلب ( و ليس عضلة القلب )، مرض النفاق،
يقول الإمام الحافظ بن كثير و في ما معناه:
" النفاق عند العرب هو أن يظهر المرء غير ما يبطن و مرادف للخداع ، فالمنافق يظهر الإيمان و يبطن الكفر ليخدع المؤمنون أو هكذا يظن و لكن الله سبحانه و تعالى يفضحهم جميعاً لرسوله و لمن يشاء من عباده المؤمنون "
و يرى الإمام الحافظ بن كثير و كثير أو أغلب السلف أن هذه الآيات إنما نزلت في المنافقين من الأوس و الخزرج و على رأسهم عبد الله بن أبي بن سلول ،
و لكن الشيخ سيد قطب في كتابه " في ظلال القرآن " و الإمام محمد متولي الشعراوي و أغلب العلماء في الوقت الحاضر يرون أن القرآن نزل ليلاءم حياة الناس في كل وقت و كل عصر و إنما نزلت هذه الآيات في المنافقين في كل عصر،
و هذا ما أتفق معهم فيه و الله أعلم،
لقد قلت سابقاً إن الإنفاق و الله أعلم مشتق من الفعل نفق أي مات أو أهلك،
و كذلك و الله أعلم النفاق ، فهو مرض مميت مهلك ، إن لم يعالج أمات القلب و أهلكه ،
و بدلاً من أن يكون القلب مريض يصبح ميت و صاحبه كافر جاحد لأن قلبه خالي من المشاعر و الأحاسيس،
و هذا ما يقوله الإمام بن القيم الجوزيه في كتابه " إغاثة اللهفان من مكائد الشيطان " فهو عندما قسم القلوب إلى ثلاث كما قلت سابقاً :
" قلوب صحيحة ( سليمة ) و قلوب سقيمة ( مريضه ) وقلوب ميتة "
قال : " والقلب المريض: إن غلب عليه مرضه التحق بالميت القاسي. وإن غلبت عليه صحته التحق بالسليم"
كما يقول ايضاً أن الصحابة قد قسموا القلوب إلى أربعة أنواع ( لا ثلاثة كما فعل هو ) :
"قَلْبٌ أَجْرَدُ، فِيهِ سِرَاجٌ يُزْهِرُ، فَذَلِكَ قَلْبُ المُؤْمِنِ، وَقَلْبٌ أَغْلفُ، فَذلِكَ قَلْبُ الكَافِرِ، وَقَلْبٌ مَنْكُوسٌ، فَذلِكَ قَلْبُ المُنافِقِ، عَرَفَ ثمَّ أَنْكَرَ، وَأبْصَرَ ثُمَّ عَمِىَ، وَقَلْبُ تَمُدُّهُ مَادَّتَانِ: مَادَّةُ إِيمَانٍ، وَمَادَّةُ نِفَاقٍ، وَهُوَ لما غَلَبَ عَليه".
و أقول و الله اعلم انه لا خلاف بين التصنيفين،
فإن المنافقون كما سنعلم بعد ذلك من المثالان اللذان سوف يضربهم الله لنا، و الله أعلم، نوعان،
الأول يكمن نفاقه في المرحلة أو الجزء الأول من مراحل أو أجزاء السلوك الإنساني ألا و هو كما قلت سابقاً النية أو الرغبة،
فهو ليست لديه النية أو الرغبة في الإيمان و التصديق بوجود الله و عز و جل و بالتالي الحساب و العقاب في اليوم الأخر،
و بالتالي لم تنتقل أي رغبة أو نية للإيمان ( التصديق و اليقين علن يقين ) بوجود الله أو اليوم الأخر من قلبه لعقله لكي يقتنع بها ثم تستقر في قلبه مرة أخرى لأنه ببساطه لا وجود لتلك الرغبة أو النية فهي لم تنشأ أصلا ً ،
و مع ذلك يظهر بالقول و الفعل ما يجعل الناس تظن و تقول عليه مؤمن بالله و اليوم الأخر،
لماذا ؟
لأحدى سببين أو للاثنين معاً،
1- لقوة المسلمين و كثرتهم و غلبتهم ، فهو بهذا يتقي بطشهم و يتخفى وسطهم حتى لا يكون شاذا وسطهم و ليحظى بما لهم من مميزات دنيويه من عطاء من بيت المال و يعفى من الجزية المفروضة على غير المسلمين ،
2- و حتى تتسنى له الفرصة فيشكك في الدين القيم الذي هو غير مصدق به و يضعف صفوف المسلمين في أوقات الجهاد بالانسحاب من صفوف المقاتلين إذا كانت الدائرة على المسلمين أو في أوقات السلم بالنميمة و الوقيعة بينهم و الجدال في آيات الله و التشكيك في رسوله ،
و قد كان السببان أو الدافعان موجودان في هذا النوع من المنافقين في بداية ظهور القوة الإسلامية بالمدينة المنورة بعهد رسول الله ( عليه الصلاة و السلام ) و حتى ضعف و تفكك القوة الإسلامية أواخر العهد الخلافة العباسية ،
أما الآن فالسبب الأول لم يعد موجوداً في هذا النوع من المنافقين نظراً لضعف قوة المسلمين بعد تكالبهم على الدنيا و تركهم دين الله الذي أرتضى لهم،
و السبب الغالب الآن هو الثاني و نجده كثيراً حولنا خاصة مع انتشار التكنولوجيا الحديثة و ثورة الاتصالات ، فنجد مثلا على موقع مثل الفيس بوك كثيراً ممن يدعون أنهم مسلمين أو مسلمات ، و ينشرون صوراً و أفلاما لهم لا تمت بصله لأتباع هذا الدين ،
فهم بهذا يضربون عصفورين بحجر واحد ،
يضعون صورة مشوهه لأتباع ديننا الحنيف يحاربون به الدعوة لأتباع دين الله و إنقاذ الناس قبل يوم لا ينفع قيه مال و لا بنون،
و في نفس الوقت يشجعون ضعاف أو قليلي الإيمان على أن يحذو حذوهم فلا تعارض بين الإسلام و الفاحشة، فها هم مسلمين و مسلمات يشهدون أن لا إله إلا الله و أن محمداَ رسول الله ، و بعضهن يرتدين الحجاب ( المعروف في العالم أجمع بأنه زى المسلمات فقط ) بصورة و بالأخرى لا يرتدين شيء أو يرتدين الحجاب بصورة و في سيرتهم الذاتية أو أقوالهم يحبون فعل الفاحشة و يدعون لها ،
أما النوع الثاني فهو سائد جداً وهو الأخطر إنه المنافق الذي لا يعلم انه منافق،
كيف ؟؟؟
إن المرض ( النفاق ) في هذا النوع يكمن في المرحلة أو الجزء الثاني من مراحل أو أجزاء السلوك الإنساني ألا و هو انتقال الرغبة أو النية من القلب إلى العقل لدراستها و الاقتناع بها ثم عودتها إلى القلب لتستقر به كعقيدة ثابتة و محرك لأفعال الشخص ،
أي أن المنتمين إلى هذا النوع عندهم النية و الرغبة في الإيمان ( التصديق و اليقين علم يقين ) بالله و اليوم الآخر و لكنهم لا يعلمون أو لا يرغبون أن يعلموا و يفهموا كيف يصبحوا مؤمنين حقاً و يكتفون بالقول بأنهم مؤمنين ،
" قالت الأعراب أمنا قل لم تؤمنوا و لكن قولوا أسلمنا و لما يدخل الإيمان في قلوبكم " الآية 14 سورة الحجرات
و قد ندعوهم ضعيفي الإيمان أو المسلمين أسماَ فقط ،
و لكن الله تعالى يصفهم بأن في قلوبهم مرض ،
هذا المرض هو حب الدنيا و شهواتها و الخوف من أي التزام يحرمهم من الاستمتاع بهذه الشهوات الزائلة،
فهل يجوز أن نطلق عليهم منافقين و قد قال سبحانه عن المنافقين أنهم في الدرك الأسفل من النار ؟؟!!
فلنلق نظرة أولا على الآيات الكريمة بسورة النساء التي ينبئ بها المولى عز و جل المنافقين بالعذاب في الدرك الأسفل من النار ثم نجيب معاً على هذا السؤال ،
" إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار و لن تجد لهم نصيرا ( 145 ) إلا الذين تابوا و أصلحوا و اعتصموا بالله و أخلصوا دينهم لله أولئك مع المؤمنين و سوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما (146 ) "
صدق الله العظيم
نعم يجوز - و الله أعلم - حتى يتوبوا ،
حتى يستنكروا ما يفعلون و يشعرون بالبغض له و الرغبة في البعد عنه و عدم العودة إليه،
إن هذا النوع من المنافقين يجب أن يكون التعامل معه بطريقة معينه عكس النوع الأول، سوف نتناولها في ما بعد، لأنهم مرضى بهم عله و علاجهم واجب علينا، على كل من له صلة بهم و كل من يعلم علتهم،
وإلا اشتركنا معهم في الإثم و العقاب،
و أذكر هنا قصة سمعتها من قصص السلف الصالح ،
" غضب المولى على قرية من القرى التي استحقت العذاب بفعلها الفواحش و الموبقات فأرسل سبحانه سيدنا جبريل – عليه السلام – ليوقع بها العذاب و يهلكها ، فأطاع و نزل و لكنه قبل أن يفعل ما أمره الله وجد بها رجل عابد صالح يعبد الله خاشعاً قانتاَ ، فعاد لرب العزة و قال له سبحانه انه وجد بالقرية فلان و سمى له أسم الرجل الصالح يعبدك سبحانك لا يشرك بك شيئاً و لا يفعل فعل أهلها ، فأمره سبحانه أن يبدأ به لأنه لم ينهاهم عما يفعلون و يدعوهم للحق أو يحاول إصلاحهم "
و كلا النوعين السابقين ينطبق عليه وصف المولى عز و جل في آياته،
و هذا من إبداع و إعجاز الوصف و الكلام المنزل في القرآن الكريم،
يقول عنهم سبحانه في أول آية أنهم يخادعون الله و الذين أمنوا ( يظنون هذا ) و لكنهم لا يخدعون إلا أنفسهم و لكن لا يشعرون ،
لا يشعرون بماذا ؟!
يشعرون أنهم يخدعون أنفسهم ؟
أم يشعرون بالذنب ؟
الاثنين معاً ،
فالنوع الأول كما قلنا سابقاً لا يؤمن ( يصدق ) بوجود الله و لا اليوم الآخر و بالتالي يظن أن المؤمنين ضالون فهو عندما يظهر لهم الإيمان الذي يوقن انه الضلال بالقول و الفعل و يبطن الكفر الذي يظن انه الحق ، إنما يخدعهم ليهدم دينهم الباطل و يعلي دينه الحق،
و لكنه في الحقيقة يقلب موازين الحق بداخله و يقنع نفسه مخادعا لها بأن الحق باطل و أن الباطل حق، وهو لا يشعر بأنه يخدع نفسه و لا يشعر بالذنب لأنه قد غير فطرة الله التي فطر الناس عليها بداخله ،
فأصبح لديه كما قلنا الحق باطلا و الباطل حق،
أما النوع الثاني فإنه يظن أنه بنطق الشهادتين و إعلان إسلامه قد نجا و أصبح مسلماً مؤمناً،
و إنا لنجدهم أحياناً يقومون بأداء الشعائر كلها أو بعضها و لكن بدون إحساس أو نية أو رغبة في القيام بها، ثقيلة على أنفسهم فالعقيدة لم تستقر في قلوبهم بعد،
لكنهم يقومون بها ظناً منهم أنهم بهذا إنما أدوا حق الدين و أصبحوا مؤمنين متقين،
و لكنهم في نفس الوقت نسوا أن من شروط الإيمان و اتقاء غضب الله أن يكون كتاب الله هدى و هادي و مرشد و دليل لهم في حياتهم و أفعالهم ، يجب كما فعلوا الطاعات أن يجتنبوا ما نهى الله عنه لكي يتقوا غضبه و عذابه ، ليس هذا فقط بل أن يفعلوا كل هذا عن اقتناع و حب و رغبة و نية حقيقية لإرضاء الله،
كان الإمام علي رضي الله عنه و كرم الله وجهه يعرض على نفسه كل عمل يقوم به فإن وجد في نفسه ميل لأن يعمله ابتغاء أو طلباً لمتاع من متاع الدنيا و لإرضاء مخلوق أعرض عنه و لم يقم به،
و بالتالي فإن هذا النوع يظن أنه مؤمن لا يخدع، فعل الشعائر أو على الأقل دخل الإسلام فإنه ناجي مغفور له مهما فعل،
و هذا الاعتقاد في حد ذاته خداع للنفس،
ثم يقول سبحانه عنهم أن قلوبهم بها مرض ،
و النفاق في حد ذاته بنوعيه السابقين هو كما اتفقنا من قبل هو من اخطر أنواع أمراض القلوب،
و لكنه يختلف ففي النوع الأول المرض هو الرغبة في الإفساد ، إفساد إسلام ضعيفي الإيمان و هم بهذا يظنون أنهم يصلحون حالهم ، هذا لأن الموازين بداخلهم مختلة مقلوبة فالحق عندهم باطل و الباطل عندهم حق ،
أما بالنسبة للنوع الثاني فالمرض هو حب الدنيا و شهواتها و ملذاتها و لو كانت حراماً و انغماسهم فيها،
فإن الاستمتاع بالحلال من ملذات الحياة الدنيا مستحب بشرط ألا يلهي أو يقدم على عبادة أو طاعة، لأن الاستمتاع بالحلال من هذه الملذات هنا يكون مكروه، و الله أعلم
و علتهم أنهم لا يرون تعارض بين الاستمتاع بالشهوات و الملذات المحرمة و الفانية و بين دينهم فهم قد قالوا الشهادة إذن فهم مسلمون و لا يدخل المسلم النار، إنهم لا يحسون بأنهم يرتكبون إثماً،
و لذلك إذا حاولت أن تفهمهم أن ما يفعلونه ليس أيماناً و لا يمت للدين بصلة، و ضربت لهم مثلا للدين القيم و الإيمان الصحيح من إخوانهم سخروا منهم و قالوا عليهم سفهاء و إنما يزهد السفهاء في متاع الدنيا و شهواتها لأنهم لا يجدونها وهم ليسوا سفهاء ،
و هذا يوافق ما يقوله سبحانه في الآيات التالية لهذه الآيات مباشرة ،
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ (13)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اشرف العطار
سبحان الله
سبحان الله
اشرف العطار


العنوان العنوان : الجيزة - جمهورية مصر العربيه
الدوله : مصر
عدد المساهمات : 3926
تاريخ التسجيل : 05/01/2010
المزاج المزاج : الحمــــ لله ـــــد

تدبر في فواتيح سورة البقرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: تدبر في فواتيح سورة البقرة   تدبر في فواتيح سورة البقرة Emptyالإثنين 27 سبتمبر 2010, 2:51 pm

تدبر في فواتيح سورة البقرة 58

جزاك الله كل خير

تقبل تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تدبر في فواتيح سورة البقرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة الفاتحة وماتيسر من البقرة
» خواتيم سورة البقرة للدكتور عبد الله بدر
» الجزء الاول من تفسير سورة البقرة للدكتور عبد الله بدر
» معجزة قرانية اثبتها العلم الحديث للأية 26 من سورة البقرة
» سورة البقرة بصوت العملاق محمد صديق المنشاوى رحمة الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
https://ashraf-attar.ahlamontada.net :: القــــسم الأســـــــلامى العــــــــــــــام :: المواضيع العامة الخاصة بالاسلام-
انتقل الى: