سارة *****
العنوان : الجيزة تاريخ الميلاد : 13/06/1986 الدوله : عدد المساهمات : 540 تاريخ التسجيل : 20/01/2010 العمر : 38 المزاج : الحمدالله
| موضوع: المعاكسات النسائية للرجال.. ظاهرة استثنائية عابرة أم تمرد مقصود؟ السبت 24 سبتمبر 2011, 10:09 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم ----------------------- الوطن
احتفى الإسلام بالحياء فجعله "شعبة" من شُعب الإيمان. هذه حقيقة تبرزها نصوص دينية عديدة.. حقيقة أخرى مهمة هي أن المرأة بطبيعتها أكثر حياء وخجلا من الرجل. فإذا انقلبت الأوضاع لنجد "حُمرة الخجل" تُطل على وجوه الشباب من "تصرفات" بعض الفتيات فإن الأمر يستدعي وقفة جادة، لمواجهة هذه القضية. التصرفات التي "يتعجب" منها بعض الشباب عبارة عن تحرش ومعاكسات نسائية تشمل محاولات لمس الأيدي، أو الاتصالات الهاتفية، أو محاولات للفت الأنظار بوسائل أخرى عديدة. علماء الاجتماع والصحة النفسية والدين وأساتذة الجامعات أجمعوا على ضرورة التصدي لتلك المظاهر بالحلول العلمية الناجعة. وأكدوا أن وراءها أسبابا عديدة منها: العنوسة، والبطالة، والجفاف العاطفي، ومشكلات الطلاق، وغياب الرقابة، وإهمال الأزواج لزوجاتهم. وحذروا من أن ثقافة الفضائيات تُحرّض المرأة على مواجهة العنف النفسي والجسدي للرجل. وأوضحوا أن التقنيات الحديثة في مجال الاتصالات شجعت المرأة على "مخاطبة" الرجل والدخول إلى العالم الذي كان مجهولا بالنسبة لها. كما حذروا من انشعال المرأة عن أسرتها، وتزايد مهامها، وتوسع أنشطتها، الأمر الذي يؤثر سلبا على تربية أبنائها وبناتها. وشددوا على أن المعاكسات حرام شرعا، وأن العلاج الناجع لها يكمن في التوعية الدائمة، والمراقبة الأسرية الجادة، والتربية الصحيحة. ولكن السؤال يبقى مطروحا: هل المعاكسات النسائية للرجال.. ظاهرة استثنائية عابرة أم تمرد مقصود؟ وما الأسباب التي أدت إلى ظهورها؟ وما دور الأسرة ومؤسسات المجتمع المختلفة في مواجهتها للقضاء عليها، ووقاية المجتمع من مخاطرها؟.. في السطور التالية نتعرف على جوانب أخرى لهذه القضية، ونتوقف أمام الحلول والمعالجات التي يراها العلماء والخبراء وأساتذة الجامعات. في البداية يؤكد "ع.م" ـ بائع بأحد محلات الإكسسوارات ـ أنه يتعرض من حين لآخر لمضايقات من الفتيات المراهقات. ويشير إلى أنه تعرض لمواقف حرجة من بعض فتيات يقمن برفع غطاء الوجه، أو محاولة مسك يده في أثناء تقديمه أحد العطور، أو الإكسسوارات لهن. ويقول: أشعر بالخجل من بعض التصرفات وأتعجب من طلب العديد من الفتيات رقم الجوال الخاص بي أو "كارت" المحل، موضحا أنه يتلقى العديد من المعاكسات الهاتفية من قبل الفتيات. أما "ص. ن" ـ صاحب محل هدايا ـ فيجزم بأن المعاكسات النسائية لا تقتصر على الفتيات المراهقات، وإنما تشمل بعض المتزوجات أيضا. ويقول: لا أنسى أنه في إحدى المرات طلبت فيها إحدى الزوجات من زوجها مغادرة المحل بحجة أنها تريد أن تختار له "هدية"، ثم فوجئتُ بها تحاول لمس يدي، وعندما أبعدت يدي خرجت وتركت الهدية بعد أن قمت بتغليفها. ظاهرة غريبة أحد المهندسين العاملين بأحد البرامج الإذاعية يرى أن المعاكسات الهاتفية، تستهدف محاولة بعض الفتيات التعرف على متلقي اتصالاتهن، وهي "ظاهرة معروفة" لدى كثيرين من مستقبلي المكالمات الذين يتلقون المعاكسات والغزل عبر الهاتف. ويقول: لا يمكن أن أجد تفسيرا لتلك المحاولات سوى أن وراءها فراغا عاطفيا هائلا تعيشه بعض الفتيات أو المتزوجات اللاتي يشعرن بحاجتهن للكلمة الجميلة، والعبارات الرقيقة. "ن. م" ـ أحد البائعين في محل "عبايات" ـ يؤكد أن أكثر الذين يتعرضون لذلك التحرش هم العاملون في بيع السلع التي تقبل عليها المرأة، مثل العطور، والملابس "الداخلية"، والعبايات، والإكسسوارات، والأحذية. ويضيف أن هؤلاء يتعرضون بشكل يومي إلى معاكسات من قبل الفتيات، خاصة صغيرات السن والمراهقات، إضافة إلى بعض السيدات المتزوجات. ويشير إلى أن العديد من البائعين يرددون قصص التحرش، ويتندرون بحكايات المعاكسات النسائية باعتبارها "ظاهرة غريبة" على المجتمع. سوء المعاملة "أمل. ك" ـ طالبة جامعية ـ توضح أن هناك فتيات يتجهن إلى المعاكسة كنوع من التعويض عن عواطف مكبوتة، وذلك بالذهاب إلى الأسواق أو الأماكن التي يوجد فيها الرجال، بحثا عن كلمة حب أو عاطفة، حتى لو كانت كاذبة. وتشير إلى أن ذلك يحدث بصورة لافتة عند وجود مشاكل عنف أسري أو طلاق، أو إهمال من الأهل، أو تفرقة في المعاملة بين الفتاة وإخوانها الذكور، فكأنها تعاند وتنتقم بهذه التصرفات من أي تعسف، أو غبن في حقها. أما "مها. ح" معلمة فتلمح إلى مسؤولية بعض الأزواج عن المعاكسات النسائية للرجال، مؤكدة أن بعض السيدات المتزوجات اللاتي يشاركن في تلك المعاكسات يفتقدن الاهتمام من أزواجهن، أو يعانين من سوء المعاملة. وتلفت إلى أن كثيرا من الأزواج يحسنون الحديث مع الآخرين والأخريات خارج المنزل، ويتحول الواحد منهم إلى إنسان مختلف في منزله، فيسيء معاملة زوجته، أو يلتزم الصمت، ويعيش حالة جفاف عاطفي، الأمر الذي يجعل المرأة تتجه للبحث عمن يشبع احتياجها العاطفي للحب والحنان والأمان. وتحذر من نمو ظاهرة خطيرة تتمثل في فتيات يتكسبن من معاكسة الشباب من خلال طلب الهدايا، وشرائح الجوال، والأموال وغير ذلك. جفاف عاطفي الدكتور أحمد الغامدي أستاذ علم النفس المساعد بجامعة الملك خالد يؤكد أن المشكلة تكمن في عدم الالتزام الانفعالي، وغياب الإشباع العاطفي الذي يمثل عاملا مهما وراء وقوع التحرش الجنسي من قبل المرأة. ويقول: إن التفريغ النفسي والانفعالي من المرأة قد يكون مصحوبا بحقد أو كراهية نحو الرجل أو محاولة تعويض للنقص والجفاف العاطفي وملء الفراغ النفسي والحسي. وقد يكون سعيا للانتقام من الرجل، والحد من تسلطه وقسوته، وسد حاجة الحرمان العاطفي والنفسي من خلال تقليد الأخريات. ويُوضّح أن المرأة ترى وتسمع من الفضائيات ومن صديقاتها الكثير عن محاولات السيطرة على قلب الرجل، ورد الكراهية، ومواجهة التسلط والعنف النفسي والجسدي الواقع عليها من الرجل، فتتأثر بذلك كله، وربما تجد في تلك المعاكسات تعبيرا عن رفضها لما يصيبها من أذى. تحوّل حضاري الدكتور صالح الرميح أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود بالرياض يلفت إلى أن التحول الحضاري الذي شهدته المجتمعات العربية والعالم خلال الفترة الماضية كان له أثر كبير في خروج المرأة وانفتاحها على العالم، وذهابها للأسواق، وميدان العمل، وأتاح فرصة أكبر للاختلاط والتفاعل مع الرجل، مشيرا إلى أن هذا التفاعل لم يكن معهودا من قبل. ويؤكد أن وسائل التكنولوجيا الحديثة ساهمت في تيسير الحوار بين الرجال والسيدات، والشباب والشابات عبر الجوال والبلوتوث والإنترنت، مشيرا إلى أن تلك التقنيات أعطت المرأة الجرأة في مخاطبة الرجل، والدخول إلى عالم كان مجهولا بالنسبة لها. ويقول: إننا عادة ما نسمع اللوم يقع على الرجل في موضوع التحرش، أما المرأة فنادرا ما يعترف الرجل باقترابها منه، وتحرشها به. ضعف الرقابة ويُرجِع الدكتور الرميح تلك المظاهر إلى عدة أسباب مهمة، منها أن الفضائيات تؤثّر بشكل كبير على سلوك المرأة، وكذلك متابعتها للمسلسلات الخليجية، إضافة إلى ارتفاع نسبة العنوسة، وعدم وجود الشباب القادرين على تكاليف الزواج، وارتفاع المهور، وضعف الرقابة أو انعدامها، وإساءة استخدام الثقة، والتحرر من الخوف. ويقول: إن هذه الحالة يمكن أن تحدث عند إلزام المرأة بالزواج من رجل لا يمثل نموذجا يرضيها، فيكون هذا التصرف ـ في نظرها ـ تعويضا عما تعانيه من تفكك أسري. ويضيف أنه من تلك الأسباب زواج المرأة من رجل كبير السن لا تجد لديه ما تتوقعه وما تريده، فتبحث عن الرجل الذي يعوض هذا القصور، ومنها أيضا وجود مشكلات الطلاق. ويمكن أن يرجع الأمر للغيرة من زوجة أخرى تطلعها على حياتها وتبرز لها جوانبها المثالية.. وقد تعجب المرأة بقوة شخصية رجل عند معاناتها من ضعف شخصية الزوج.. فجميع هذه الأسباب، أو أحدها، يمكن أن تكون وراء ظاهرة "تحرش المرأة" الذي تبحث من خلاله عن إشباع الحرمان، وتعويض القصور. اضطرابات أسرية أما الدكتورة حصة السبيعي عضو هيئة التدريس بقسم علم النفس بكلية التربية بجامعة أم القرى، فتجزم بأن هناك عوامل كثيرة وراء ظاهرة التحرش والمعاكسات النسائية من أهمها عدم وجود النضج العاطفي والعقلي، والدفء الأسري والحضاري. وتقول: إن المشكلة أصبحت تكمن في غياب توجيه الأسرة ورعايتها لأبنائها منذ الطفولة، إضافة إلى وجود خلل في التربية، وخروج المرأة للعمل، وكثرة الاضطرابات الأسرية، والعنف الأسري، والانفتاح الإعلامي على الفضائيات. وتشدد على أن هذا الخلل يحتاج إلى حقبة من الزمن حتى نستطيع أن نتلافى نتائجه، موضحة أن التقليل من أثر الانفتاح على الفضائيات يحتاج إلى وقت، لأنها تشكل نقطة انبهار، ولها تأثير قوي على اتجاهات التفكير والعواطف، وعلى الأسرة والأبناء والمجتمع. وتضيف أن خروج المرأة للعمل، وانشغالها عن أسرتها، وتزايد مهامها، وتوسيع أنشطتها يؤثر سلبا على تربية الأبناء والبنات، مشيرة إلى أن المشكلة ليست في عمل المرأة وإنما إهمالها لدورها في تطوير المجتمع، وتربية الأجيال، ومراقبة الأبناء والبنات في مواجهة ذلك الكم الهائل من أجهزة الاتصال. وتلفت إلى أن ضعف التوجيه الأسري وغياب الرقابة يمكن أن يجعلا الفتاة تتجه للمعاكسة لجذب الانتباه، مشيرة إلى أن وقوف الأمر عند حد المغازلة وعدم تطوره إلى أبعد من ذلك يعد مرحلة يمكن الرجوع عنها. جوانب نفسية توضح الدكتورة حصة أن المرأة بطبيعتها رقيقة المشاعر، وتحتاج إلى العاطفة لتعيش في جو نفسي مريح، ولابد أن تعمل الأسرة على توفير هذا الجو للفتاة، وعلى الأزواج مراعاة الجوانب النفسية في الأنثى، واحتياجها للعاطفة من الزوج، أو الأهل، وإيجاد علاقة تصالح وحب بين الجميع. وتشدد على أن هناك خطأ كبيرا يرتكبه بعض الأزواج حين يتجهون إلى الإنترنت، لتفريغ عواطفهم بعيدا عن أسرهم وزوجاتهم، الأمر الذي يجعله يشعر مع زوجته بمتعة آنية، وسرعان ما تجف مشاعره تجاهها، نظرا لاتجاهه لتقديم عواطفه وعباراته الجميلة خارج جدران الأسرة، وبعيدا عن الزوجة. وتحذر من افتقار بعض الأزواج إلى ثقافة التعامل مع الزوجة، إضافة إلى عدم الاستفادة المثلى من التقنيات الحديثة في إيجاد ثقافة اجتماعية وتعليمية مناسبة للأبناء، وتعويدهم على شغل وقت الفراغ بكل ما هو مفيد. وتضيف أن مشاعرنا تتغير بناء على تغير أفكارنا وانفعالاتنا ولذلك لابد من تغذية الأفكار تغذية صحيحة. وتوضح أن المرأة تحتاج إلى تغذية فكرها بما يحصنها في مواجهة تحديات العصر، ويساعدها على استيعاب النقلة الحضارية الرهيبة التي يعيشها العالم، فالإنسان يكون ـ غالبا ـ ضعيفا أمام شهواته ومغريات الحياة. توعية المجتمع وتتوقف الدكتورة حصة أمام قضية مهمة بقولها: إن الحل يكمن في توعية المجتمع، وخاصة الآباء والأزواج بحاجات المرأة، وضرورة البعد عن فرض السيطرة والتسلط على تصرفاتها حتى لا يدفعها ذلك إلى الوقوع في الخطأ والبحث عن مصدر أمان خارج أسرتها، حتى ولو كان ذلك المصدر وهميا، مشيرة إلى أهمية إشباع حاجات المرأة العاطفية. وتلفت إلى أن تلك القضية في حقيقتها قضية مجتمع بأكمله وليست قضية فرد أو مجموعة، مؤكدة أن ما يحدث نتيجة حتمية لعدم استعدادنا للتعامل مع فكر وثقافة الفضائيات، واستخدامنا للإنترنت استخداما سلبيا. وتطالب بإيجاد برامج إرشادية وعلاجية للأسرة والمجتمع، وتشدد على ضرورة توفير منتجعات نفسية لعلاج مشكلات المجتمع خاصة حالات الاكتئاب مع وجود مرشدين أسريين، وجلسات علاج نفسي لكل من الرجل والمرأة. وتدعو إلى تكثيف برامج تثقيف ما قبل الزواج وحل مشكلات العنوسة، وفتح مجالات مميزة لعمل المرأة بما لا يتعارض مع العادات والتقاليد والدين. وتؤكد أهمية إدراك المعلمين والمعلمات والأكاديميين لدورهم التربوي تجاه الأجيال الجديدة، وتعريفهم بمعطيات العصر، والآلية المناسبة للاستفادة منها، والعمل على إيجاد برامج للتوجيه المباشر لطالبات وطلبة الجامعات، وإيجاد الطاقة النفسية للتغلب على نقاط الضعف، والعمل على تعزيز وتعظيم مكامن الإبداع. رغبات مكبوتة الدكتور علي زائري استشاري الطب النفسي بمركز النخيل الطبي بجدة يصف اتجاه بعض الفتيات إلى التحرش بالرجل بأنه تمرد على المجتمع، وصرخة ضد تشدده، وتعبير عن رفض تعسف الرجل والأسرة. ويؤكد أن تحرش المرأة بالرجل ظاهرة معروفة في الدول الأوروبية، وهي دليل على محاولة المرأة التحرر من القيود، ومحاولة ممارستها للحرية. ويوضح أن المرأة في المملكة عرفت حقوقها، وأخذت تبحث عنها، وتطالب بها، كما بدأت تعبر عن رغباتها المكبوتة. ويرى أن هذا الأمر ليس ظاهرة مرضية، ولكنه دلالة على تغير في التفكير واختلاف الثقافة، مشيرا إلى أن هناك فرقا بين التعرف والتحرش، فالتعرف يكون نتيجة للبحث عن العاطفة والحنان والحب في العلاقة مع الرجل، والتحرش هو البحث عن علاقة جنسية. ويجزم بأن التحرش والتعرف "نوع" من التمرد، ومؤشر على تغير ثقافة المرأة في المجتمع، ومعرفتها بمتطلباتها وحقوقها رغم ما يضعه المجتمع من قيود على المرأة وعملها، وعدم حدوث تغير في تركيبة المجتمع. ويقول: إن هذا التغيير في الثقافة دخل إلى البيوت، وهو بداية للتمرد على القيود والقوانين، والبحث عن منافذ للخروج عن سلطة المجتمع، والبحث عن الحرية، إضافة إلى البحث عن حلول لمشكلات المرأة الأساسية في المجتمع، وفي مقدمتها البطالة والعنوسة والهموم العاطفية. سجن المشكلات ويشير زائري إلى أن المرأة تحاول أن تخرج من سجن المشكلات والهموم والقيود عن طريق مكالمة جوال، أو تعارف على الإنترنت، وكأنها تقول: "أنصفوني". ويدعو إلى ضرورة تصحيح وضع المرأة، ومنحها جميع الحقوق، وفتح الأبواب والمجالات أمامها عبر العمل والثقة، لتتمكن من إثبات ذاتها في مختلف المجالات. ويلفت إلى أن المرأة بذلك تنادي بأن يعاد تصحيح وضعها في المجتمع، ومنحها حقوقها المسلوبة في التعليم والعمل والزواج، ويطالب بوفاء العديد من الهيئات والمؤسسات بمسؤولياتها تجاه المرأة وحقوقها. ويضيف أن حل الدولة لمشكلة البطاقة الوطنية خطوة كبيرة على طريق حصول المرأة على حقوقها، كما أنها خطوة رائدة لدعم المرأة، ومنحها الثقة كاملة بدلا من معاناتها بوجود مسؤول عنها. ويؤكد أن تمرد المرأة ومعاكساتها تشكل خطوطا وعلامات حمراء ستزداد إذا لم يغير المجتمع واقع المرأة، لأن ذلك سيدفعها إلى تغيير هذا الواقع بأي وسائل، حتى لو كانت خاطئة، لتنهي الإقصاء والإهمال والتعسف والعنف ضدها. ويوضح أن المسألة مسألة وقت، وأن المرأة السعودية ستثبت ذاتها وقدراتها، وستخرج من هذا المأزق إلى عالم تبدع فيه، وتبرز مواهبها، وسيكون لها دور كبير في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. المعاكسات حرام يؤكد الشيخ عبد المحسن العبيكان، المستشار القضائي بوزارة العدل عضو مجلس الشورى، أن وجهة النظر الشرعية في المعاكسات النسائية معروفة، وهي أنها محرمة. ويشدد على ضرورة النظر إلى الأسباب وراء تلك الطاهرة، وكذلك الحلول اللازمة لها، مشيرا إلى أنه من أهم تلك الأسباب ضعف الوازع الديني، وغياب رقابة الأسرة، خاصة الأم والأب والزوج. ويلفت إلى أن الانفتاح الذي شمل جميع مناحي الحياة جاء مفاجئا دون أن تكون هناك برامج إرشادية لتوجيه المجتمع حول آلية التعامل مع التقنيات الحديثة والفضائيات التي جاءت مباغتة وأثّرت ـ ولا تزال تؤثر ـ على المجتمع. ويجزم بأن الحل يكمن في التوعية الدائمة، والمراقبة الجادة من الأسرة، والتربية الصحيحة، وإيجاد وعي كاف في المجتمع حول التقنيات الحديثة، وآلية التعامل معها مع الاهتمام بتكثيف البرامج الإرشادية والدينية لتوعية المجتمع. مسؤولية المرأة أما الدكتور عبد الله بن محمد الجفن المفكر والباحث والداعية الإسلامي عضو هيئة التدريس بكلية الاتصالات بجدة فيتناول المنظور الشرعي لفطرة المرأة، مؤكدا أن المرأة هي التي تطلق الشرارة الأولى في موضوع التحرش بالرجل، وهي التي تفتح له المجال، وهي المحرك لدغدغة مشاعره، ولذلك يقول الله تعالى: "ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض". ويقول: إن المرأة هي المتهم الخفي وراء التحرش بالرجل، مشيرا إلى أن المرأة كلما احتشمت واستقرت في بيتها كان في ذلك حماية للرجال، لقوله تعالى: "وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى". يوضح أن وجود المرأة في بيتها يساهم في عدم تصاعد مثل هذه المشكلات فالمرأة بفطرتها عاطفية تتأثر بالعديد من المؤثرات حولها. ويضيف أنه لولا فتح المرأة هذه الأبواب لما تمكن الرجل من أن يتحرش بها أو تتحرش هي به، وبذلك تكون الرائحة الأولى من نفس المرأة وليست من نفس الرجل، وذلك يؤكد أن المرأة هي المحرك الأساسي في هذا الأمر. ويقول: أنا لا ألوم الشابات والشباب فيما وصلوا إليه من الفراغ النفسي بسبب التضييق على الفتيات والعنوسة، والتضييق على الشباب في المهور، بينما سهل الدين الزواج، ووضع له شروطا يسيرة باعتباره أساس بناء الأجيال الصالحة. ويشدد على أن التضييق في موضوع الزواج جريمة اجتماعية، ويحذر من أن المرأة تعاني من الضغط الاجتماعي، فهي معذورة فيما وصلت إليه بعد أن ضاقت ذرعا من ظلم المجتمع، وعدم تطبيقه للشريعة وتعاليمها السمحة في التعامل مع المرأة. ويجزم بأننا إذا لم ننهج المنهج الرباني في إعطاء المرأة حقوقها، فإننا سنكون قد زدنا في ظلمها وأجبرناها على الخطأ، فالمرأة من حقها أن تتزوج، وأن تعمل، وأن تنهض بالمجتمع. ويطالب مؤسسات المجتمع ورجال الدين والأكاديميين بالعمل على النهوض بالمرأة، وفرش الأرض الخضراء تحت قدميها، وتبسيط الأمور أمامها. ويصف المرأة السعودية بأنها "بطلة" في تحملها الكثير من الهموم، ويطالب خطباء المنابر ووسائل الإعلام بدعم حقوق المرأة وتصحيح وضعها في المجتمع. __________________
اذا عجبك موضوع من مواضيعي..لا تقل لي شكراً و لكن أدعو لي (في ظهر الغيب) بالآتي
اللهم اغفر لها ما تقدم من ذنبها و ما تأخر.. اللهم بارك لها في عمرها ... و احسن خاتمتها... واجزها الجنة هي وأهلها والمسلمين كلهم أجمعين | |
|
اشرف العطار سبحان الله
العنوان : الجيزة - جمهورية مصر العربيه الدوله : عدد المساهمات : 3926 تاريخ التسجيل : 05/01/2010 المزاج : الحمــــ لله ـــــد
| |