الفرق بين التفسير والتأويل

* الفرق بين التفسير والتأويل :

هناك مذاهب وأقوال في الفرق بين التفسير والتأويل وقد جمعت شيئاً من ذلك منها:

أولاً: إذا قيل إن التأويل هو تفسير الكلام وبيان معناه كما هو صنيع الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى فالتفسير والتأويل متقاربان أو مترادفان في المعنى إذا قلنا أن التأويل بمعنى التفسير والإيضاح والتفسير هذا هو معناه في الأصل فالتفسير والتأويل لا فرق بينهما وهذا كما قلت على اصطلاح السلف رحمهم الله فهذا المعنى المراد عندهم لا فرق بين التفسير والتأويل على هذا المعنى ومنه أيضاً دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضى الله عنهما حبر الأمة وترجمان القرآن (اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل) أى تفسير كلام الله جل وعلا وبيان معناه وقد استجاب الله سبحانه وتعالى دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لابن عباس فكان إمام الصحابة في التفسير وبيان معاني كلام الله تبارك وتعالى .

ثانيا:ً إذا قيل أن التأويل هو نفس المراد بالكلام وهذا يعني ذات الشئ وحقيقته فبهذا لا شك سيكون هناك فرق بين التأويل والتفسير فالتأويل سيكون نفس المطلوب تأويل الطلب نفس المطلوب وتأويل الخبر نفس الشئ المخبر عنه فالتفسير هو شرح وإيضاح الكلام أما التأويل فهو نفس الأمور الموجوده في الخارج فلو قلنا مثلاً طلعت الشمس فتأويل هذا هو نفس طلوعها فتأويل طلوع الشمس أنها خرجت وبانت وظهرت للناس أما إذا قلنا التفسير فلا بد أن يشرح ويبين كيف طلعت وما فائدتها وما إلى غير ذلك.


ثالثاً : قيل أن التفسير ما وقع مبيناً في كتاب الله جل وعلا أو معيناً في صحيح سنة الرسول لأن معناه قد ظهر وو ضح هذا هو معنى التفسير لأنه مأخوذ من الظهور والبيان والوضوح أما التأويل فهو ما استنبطه العلماء فهو يحتاج إلى نظر وتأمل واستنباط فهذا يسمى التأويل الشئ الواضح الظاهر الذي فيه بيان من كتاب الله عز وجل أو من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا تفسير واضح مثل قول الله تبارك وتعالى "صراط الذين أنعمت عليهم" جاء تفسير المنعم عليهم في سورة النساء قال تعالى "ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا" فالمنعم عليهم هم الذين أطاعوا الله وأطاعوا الرسول صلى الله عليه وسلم أو ما جاء في السنه فلو فرضاً رُوي عن رسول الله ما يفسر آية فهذا أمر قاطع منتهي وهذا حقيقة يعتبر هو التفسير الواضح البين مثل أن النبي فسر القوة في قوله تبارك تعالى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" قال عليه الصلاة والسلام وهو على أعواد منبره ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي فهنا فسر رسول الله القوة بأنها الرمي . أيضاً في الحديث الآخر الصحيح أن علي سأل رسول الله عن يوم الحج الأكبر فقال هو يوم النحر ". فلا كلام بعد كلام الرسول هذا هو التفسير على هذا القول الثالث تفسير ما وقع مبيناً في كتاب الله تبارك وتعالى أو معينا في صحيح سنة الرسول
. أما التأويل فيدخل فيه الاستنباط والاستدلال ونحو ذلك أى ما استنبطه العلماء من الآية يسمى تأويلاً ولذلك قال بعضهم : التفسير مايتعلق بالرواية والتأويل ما يتعلق بالدراية أى التفسير يتعلق بالروايات والمأثور كما سيأتينا إن شاء الله والدراية يعني الاستنباط والفهم والاستدلال يسمى تأويلاً .


رابعاً : أن التفسير أكثر ما يستعمل في الألفاظ والمفردات أى يهتم بألفاظ الآية ومفردات الآية أما التأويل أكثر ما يستعمل في المعاني والجمل . والحقيقة أن هذه الأقوال الأربعة إن كان لي فيها من ترجيح أو وقفة تأمل فيها فما في شك أن القول الأول إذا قلنا أن التأويل هو التفسير فلا فرق فالتفسير والتأويل كلاهما معناهما الإيضاح والبيان وإظهار المعنى ونحو ذلك . أما إذا قلنا أن بينهما فرقاً فلعل القول الثالث هو الأقرب أن التفسير هو ما جاء مبيناً في كتاب الله عز وجل أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأيضاً يضاف إلى ذلك ما روى عن الصحابة والتابعين . والتأويل ما اجتهد فيه المفسر بالاستنباط والنظر وغير ذلك