وفي هذه الغزوة حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوم الحمر الأهلية كما في
البخاري، ولفظه: فلما أمسى الناس مسي اليوم الذي فتحت عليهم يعني خيبر أوقدوا
نيرانا كثيرة، فقال رسول الله: "ما هذه النيران، على أي شيء توقدون؟" قالوا: على
لحم. قال: "أي لحم؟" قالوا: لحم الحمر الإنسية. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"اهرقوها واكسروها". فقال رجل: يا رسول الله أونهريقها ونغسلها. قال: "أو ذاك". وفي
رواية نهى يوم خيبر عن أكل الثوم وعن لحوم الحمر الأهلية. وفي رواية: " نهى يوم
خيبر عن لحوم الحمر الأهلية ورخص في الخيل". وفي رواية أنس: جاءه جاء فقال: أكلت
الحمر. فسكت. ثم أتى الثانية فقال: أكلت الحمر. فسكت. ثم أتى الثالثة فقال: أفنيت
الحمر. فأمر مناديا فنادى في الناس: "إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر
الأهلية، فإنها رجس".
وفي هذه الغزوة نهى صلى الله عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب
من السباع، وعن بيع المغانم حتى تقسم، وأن لا توطأ جارية حتى تستبرأ. وفي رواية ابن
إسحاق عن رويفع قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر فقال: "لا يحل
لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يصيب امرأة من السبي حتى يستبرئها، ولا يحل لامرئ
يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيع مغنما حتى يقسم، ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم
الآخر أن يركب دابة من فيء المسلمين حتى إذا أعجفها ردها فيه. ولا يحل لامرئ يؤمن
بالله واليوم الآخر أن يلبس ثوبا من فيء المسلمين حتى إذا أخلقه رده فيه".
وفي
هذه الغزوة أيضا سمت النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت الحارث امرأة سلام ابن مشكم
كما في البخاري عن أبي هريرة قال: لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله صلى الله عليه
وسلم شاة فيها سم .. الحديث وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لليهود: "هل
جعلتم في
الشاة سما؟"
فقالوا: نعم. قال: "ما حملكم على ذلك؟" فقالوا: أردنا إن كنت كذابا أن نستريح منك،
وإن كنت نبيا لم يضرك.
وفي حديث جابر عند أبي داود أن يهودية من أهل خيبر سمت
شاة مصلية ثم أهدتها إلى رسول الله فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكل منها
وأكل رهط من الصحابة معه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ارفعوا أيديكم"،
وأرسل إلى اليهودية فقال: "سممت هذه الشاة؟" فقالت: من أخبرك؟ قال: "أخبرتني هذه في
يدي" –للذراع- قالت: نعم، قلت إن كان نبيا فلن يضره، وإن لم يكن نبيا استرحنا منه،
فعفا عنها ولم يعاقبها . وتوفي أصحابه الذين أكلوا من الشاة. واحتجم رسول الله على
كاهله من أجل الذي أكل من الشاة.