لا تقنطوا من رحمه الله فـ باب التوبه مازال مفتوح

بِسمْ الله الرَحمَنْ الرحيّمْ

لآ تَقنطيوا مِن رَحمّة الله فَـ بَاب التَوبّة مّا زَآل مَفتُوحْ ~

عِندَما يَقترِف المُسلمْ ذنَباً تَضيّق عَليّه الأرض بِمَا رَحبتْ

وَتسُّود الدُنيّا في وجَههِ وَيعتقَد أنُه هَالِكٌ لآ محَالة !

وتَجِد من حَوله يُضيقٌون عليّه النِطاق مِن كُل جَانِب..
فَـ يَنبذُه البَعض وينصَرف عنّه البعَض الآخَر

بالرُغم مِنْ أنُه في أمَّس الحَاجّة إلى اليّد التيٌ تَأخُذ بِه إلى الطَريقّ الصَحيّح وترشدُه لـِ الهِدآيه وتُعينّه علَى ذَلِك..

مُتناسيَا أنْ الله تعَالى فتَح باَب التوبَّة علَى مِصرعيّه وأمهَلهُ في الدُنيّا لـِ يتُوب ويَرجِع إلَى صَوآبِه
وذَلِك يَتجلَى في قَولِه تعَالى:

(قُل يآ عِباَدي الذين أسَرفُوا علَى أنُفسهِم لآ تقنَطوُا مِنْ رَحمَة الله)

وكمَا قَال علَيّه الصَلاة والسّلآم في حَديث عُمَر بِن الخطَاب رضّي الله عنُه أنه قَال :

(قَدمْ عَلى رسُول الله صلَى الله علَّيه وسلَم بسبّي ، فإذا امِرأة مِنْ السَبي تَبتغِّي ، إذآ وجَدَت صَبيً في السَبيّ ، أخَذتهُ فألصقَتهُ بِبطنَها وأرضَعتُه ، فَقال لنَا رَسُول الله صلَى الله عليّه وسلَم : أتَرونّ هَذِه المَرأة طَارِحُةٌ ولدَها في النَار ؟ ،
قُلنّا : لآ ، والله ! وهِي تَقدِرُ علَى أنْ لآ تَطرحُه، فقَال رَسُول الله صلَى الله عليّه وسلَم :
الله أرْحمَ بِعبَادِه مِنْ هذَه بِولدَها ) مُتفَق عليَه

مَا أعَظمُك يَاربْ ومَا أمهَلك ~

وكَما هُو هَدي نّبينّا مُحمَد صلَى الله عليّه وسلَم في تَعامُلِه مَع أصحَابُه:

وفي حَديّث أبيٌ هُريرَة رضَي الله عنَه قال:

جَاءَ رجُلٌ إلَى رسُول الله- صلَى الله عليَّه وسلَم- فقَال:
هلَكتُ يَا رسُول الله! قَال: (مآ هلكَكَ؟قال: وقَعتُ علَى امرأتيٌ في رمضَان وأنّا صَائِم.

فقَال لهُ النّبي : (هَل تَجِد رَقبةَ؟ ) قَال: لآ. قال:
(هَل تَستطيّع صِيّام شَهريّن مُتتَاَبعيّن؟)
" فقال: لآ. قَال: " فَهل تَستطيّع أنْ تُطعِمْ ستين مسكيناً؟ فقال: لآ ثُمْ إن ْالنبَي صلَى الله علَيهّ وسلَم أتَى بِتمَر
فَقال: "خُذ هَذآ فَتصدَق بهِا "فقاَل الرَجٌل: أعلَى أفَقر مني؟ فَوالله ما بَين لآبيتِهَا أهلَ بيتَ أفقَر منيٌ.
فضَحَك النَبي صلَى الله علَيهّ وسلَم وقَال:
(خُذه فأطعِمُه أهلَك)

هَذآ هُوَ أعظَم البَشّر و سيّد الأنبِّياء عليِه أفضَل الصَلآة و السَلآم كَيفَ تَعامَل معَ المُذنِب
لَمْ يَنهرُه ولَمْ يُوبِخهُ بَل حَدثُه بِكُل هُدوءِ وليّن..

ولِنضَع نَصبَ أعُينّنا أنْ رَحمَة الله وَسعِت كُل شَيء

فَـ حذّارِ أخَتي الكَريمْه واخي الكريم مِنْ أنْ يأَتيكِ صَاحُب ذَنبٍ وتَشعُرينَهُ بِالتقَزُز أوَ تَنفَري مِنُه ..

فَهذَآ سَيكُون وقَعُه أشَد علَى نَفسِه وَسيتَمَادْى بِذنَبّه وَيسلُك طَريّق الهَلآك..

بَلْ اجِعَلِوا لنفسّكِم سَبباً لِـ هِدآيتِه وقِفْي معَهُ وبَيّني لَهُ أنْ بَاب التَوبّة مَفتُوحْ حتَى قِيّامْ السَاعَة

لـِ تَحصُلوا علَى الأَجِرْ وَمحبَة الله قَبلْ كُلْ شَيء ..

أختُمْ مَوضُوعيٌ بـِ قَولْ الشَاعِر:

يَآنَفسُ لآ تَقنطِيٌ مِنْ زَلةٍ وَقعتْ
......... إنْ الكَبائِرَ فيّ الغُفرَآن كَاللبّنْ

أسَألْ الله أَنْ يَنفَع بِمَا كَتبتْ

وبارك الله فيك اخى اشرف وجزاك كل خير

على المرور الطيب